قضى الدولي المغربي السابق مصطفى يغشى أكثر من 15 سنة متنقلا بين الفرق السويسرية، لكنه ظل وفيا لبلده، ولم يكن يتردد في تلبية نداء الدفاع عن القميص الوطني، مثلما ظل هذا الرجل الدكالي وفيا لأصوله، ولدرب السلطان، حيث قضى طفولته، والدارالبيضاء، التي قضى بها مرحلة مهمة من حياته، في هذه الأوراق يقلب يغشى أوراق مسار جميل. الحلقة الخامسة عشرة مصطفى يغشى كان مصطفى يغشى يعبد الطريق لاقتحام عالم التدريب، ولأنه واحد من المغاربة القلائل الذين يتوفرون على ديبلوم الدرجة "أ" من الويفا، فقد كان يعتقد أن الإشراف على فريق مغربي يمارس بدوري الدرجة الأولى أو حتى في الدرجة الثانية سيكون سهلا للغاية، علما أن سمعته الرياضية على الصعيد الوطني تسبقه. غير أنه كان مخطئا، بدليل أنه وزع طلب الترشيح على أكثر من فريق، لكنه لحد الساعة ما يزال ينتظر، وهو الذي يراهن على أن بمقدوره تقديم الكثير لكرة القدم المغربية. بدأ يغشى أولى خطواته في عالم التدريب عندما كان لاعبا في صفوف فريق شينوا جنيف، وقتها كان خلال أحد المواسم بمثابة الساعد الأيمن للمدرب الفرنسي ريفيلي، لكن حينما ودع الملاعب بشكل نهائي، كانت أول مهمة في مجال التدريب بنادي سيرفيت جنيف، ويقول "بعدما اعتزلت الملاعب دعاني مسؤولو فريق سيرفيت جنيف للإشراف على فريق فئة أقل من 21 سنة، وهي تجربة أعتز بها كثيرا لأنها كانت مفيدة. كما دربت فريق شنوا للفئة نفسها، واشتغلت مع بعض الفرق في القسم الثاني، قبل أن أعود إلى أرض الوطن، بحثا عن آفاق أخرى". عندما عاد يغشى إلى أرض الوطن، عرض خدماته على فريقه الدكالي، وكان قريبا في إحدى المرات من الإشراف على الإدارة التقنية للفريق، لولا أن الرياح جرت بما لا تشتهيه سفنه، علما أن منصب المدير التقني داخل الفريق الدكالي أشبه بملك خاص، وبالتالي لا أحد بإمكانه أن يحلم يوما باعتلاء كرسي هذا المنصب، اللهم إذا هبت رياح عاتية على الفريق وغيرت بعض الأمور بشكل جذري. "تقدمت بطلبات الترشيح إلى فرق بمدن الجديدة، وآسفي، وأكادير، والدارالبيضاء، لكنني لم أتلق أي جواب. ليست لدي أي شروط، سوى أن تكون هناك ظروف مواتية للعمل، حتى يمكنني الاشتغال دون أي ضغط. لدي خبرة واسعة في الملاعب السويسرية، واستفدت كثيرا في مجال التكوين، وأنا على استعداد لوضع تجربتي رهن إشارة أبناء بلدي"، هكذا تحدث يغشى، الذي يعود بين الفينة والأخرى إلى سويسرا، بحكم أنه يشتغل مديرا فنيا لفريق بنيفكا، الذي يوجد بمدينة جنيف، كما أنه يشرف على تكوين الحكام، ويقول بهذا الشأن "خلال سنة 1996، كانت مدينة جنيف بحاجة إلى عدد من الحكام لقيادة المنافسات المحلية، التي تشهدها المدينة خلال فترة الاستراحة، ولذلك توجه إلي رئيس جمعية الحكام بطلب العمل على قيادة بعض المباريات، خصوصا أنني أتمتع بسمعة طيبة في مدينة جنيف، ثم أيضا للمساهمة في إنجاح المباريات، فقبلت الدعوة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أشتغل في مجال التحكيم، بعد أن استفدت من سلسلة من الدروس التكوينية، التي خولت لي الحصول على ديبلوم مكون". في الحلقة المقبلة قصة وصول شيشا إلى جنيف