قضى الدولي المغربي السابق مصطفى يغشى أكثر من 15 سنة متنقلا بين الفرق السويسرية، لكنه ظل وفيا لبلده، ولم يكن يتردد في تلبية نداء الدفاع عن القميص الوطني، مثلما ظل هذا الرجل الدكالي وفيا لأصوله، ولدرب السلطان، حيث قضى طفولته، والدارالبيضاء، التي قضى بها مرحلة مهمة من حياته، في هذه الأوراق يقلب يغشى أوراق مسار جميل. الحلقة العاشرة تلقى مصطفى يغشى دعوة من مسؤولي فريق شينوا لزيارة مدينة جنيف والخضوع لتجربة مع الفريق في أفق توقيع عقد الالتحاق بالدوري السويسري، ويقول بهذا الخصوص "سافرت إلى جنيف وبعد وصولي بيومين تلقيت دعوة من مدرب الفريق للمشاركة في مباراة إعدادية مع فريق ميران، وهي مناسبة كانت كافية لاستعراض العضلات وإبهار الجمهور الرياضي السويسري، إذ حققنا الفوز بنتيجة (13-1)، وأحرزت الكثير من الأهداف، وبالتالي اقتنع مسؤولو الفريق بشكل نهائي بأنني الشخص المناسب، علما أنني بعد نهاية المباراة توصلت بعروض من فرق غراشوبرز زوريخ، ولوزان، وأسماء أخرى كان ممثلوها حاضرين في مدرجات الملعب الذي احتضن المباراة، لكنني بالطبع رفضتها، بعدما أكد لي مسؤولو شينوا أنهم قرروا بشكل نهائي إلحاقي بالفريق". عاد يغشى مجددا إلى المغرب، وحزم حقائبه تأهبا للسفر إلى سويسرا، ويقول "تلقى فريق الدفاع الحسني الجديدي منحة قيمتها 400 ألف فرنك سويسري، بينما حصلت أنا على امتيازات كثيرة مثل السكن والسيارة والراتب المهم ثم المنح المغرية، علما أنني كنت أول مغربي يحترف بالبطولة السويسرية. قضيت فصل الصيف بمدينة الدارالبيضاء، وخلال شهر غشت 1973، وتحديدا يوم 27، أسبوعا واحدا بعد أن احتفلت بحفل زفافي، توجهنا إلى مدينة جنيف لأبدأ مرحلة جديدة في مسيرتي الرياضية". ودع يغشى مدينة الدارالبيضاء يوم 27 غشت 1973، ويومين بعد ذلك، أي في 29 غشت بدأ مسيرته بشكل رسمي مع الفريق، ويقول "بعد وصولي بيومين فقط إلى جنيف خضت أول مباراة رسمية مع الفريق، وأذكر أنها كانت ضد فريق لوزان، وانتهت بالتعادل (1-1)، فكانت بداية مسيرة طويلة، إذ بقيت لاعبا أساسيا وقائدا للفريق عدة سنوات، علما أنني فضلت الوفاء لنادي شينوا، الذي تعامل معي مسيروه بشكل خاص". خلاله أيامه الأولى في مدينة جنيف، اكتشف مصطفى يغشى مرارة الهجرة، علما أنه كان محظوظا جدا حينما أصر على أن ترافقه زوجته، ويحكي قائلا "زوجتي نعيمة، كانت تمارس معي ألعاب القوى بالنادي البلدي، وبالتالي ربطت بيننا علاقة متميزة. وبعد زواجنا رافقتني إلى جنيف، وهو اختيار موفق لأنها بصراحة ساندتني كثيرا في بلاد الغربة، ولولاها لوجدت صعوبة كبيرة في التأقلم مع الأجواء السويسرية، علما أن أحوال الطقس كانت قاسية، دون أن ننسى مشكل العنصرية، الذي عانيت منه كثيرا في عدد من الملاعب، وكان عدد من أفراد الجمهور يسبونني في كل مرة ويتوجهون لي بعبارة "الإفريقي الوقح"، لكنني كنت أتسلح بإيماني، وأرفض أن أرد عليهم، ومع مرور الوقت فرضت على الجميع احترامي وتقديري، لأنني كنت الأفضل، علما أن الفرق السويسرية كانت تستعين وقتها بخدمات لاعب أجنبي واحد، وكنت وحيدا في فريق شينوا، بل كنت الأفضل مقارنة مع محترفي باقي الفرق الأخرى، لذلك ظلت الفرق الكبيرة تطاردني، لكنني بقيت مصرا على الوفاء لقميص نادي شينوا. في الحلقة المقبلة فرصة ضائعة للعب مع كبار سانت إيتيان