قضى الدولي المغربي السابق مصطفى يغشى أكثر من 15 سنة متنقلا بين الفرق السويسرية، لكنه ظل وفيا لبلده، ولم يكن يتردد في تلبية نداء الدفاع عن القميص الوطني، مثلما ظل هذا الرجل الدكالي وفيا لأصوله، ولدرب السلطان، حيث قضى طفولته، والدارالبيضاء، التي قضى بها مرحلة مهمة من حياته، في هذه الأوراق يقلب يغشى أوراق مسار جميل. الحلقة الخامسة اللاعب الدولي السابق مصطفى يغشى التحق مصطفى يغشى رسميا بفريقه الجديد، وبالطبع كان بحاجة إلى ما يكفي من الوقت للتأقلم مع أجواء العالم الجديد، ويقول "بعد انتقالي للعب مع الفريق الجديدي، حصلت على وظيفة في المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، بحكم أنني حاصل على ديبلوم في مجال الرسم. كما أن مكتب الفريق مكنني من السكن مع حارس المرمى، المعشاوي، الذي التحق في ما بعد بالاتحاد الرياضي القاسمي. علما أنني عانيت لمدة فاقت ستة أشهر، لأنني لم أحصل ولو على درهم واحد من وظيفتي الجديدة، إذ كان لابد من الوقت الكافي لأكون رسميا، وبالتالي تمكيني من جميع حقوقي، بما في ذلك الراتب الشهري". على صعيد الفريق، وجد يغشى نفسه جنبا إلى جنب مع أسماء وازنة في تاريخ كرة القدم الجديدية، ويقول بهذا الشأن "لعبت إلى جوار أسماء متمرسة، مباشرة بعد وصولي إلى الفريق، من بينها اسبانيا، والمعروفي، وشيشا، والشياظمي، ووزير، وكريمو الشركي، والشريف (الفتوي)، وعناصر أخرى، تحت إمرة المدرب عبد الله ديدي. كان موسمي الأول صعبا، لأن المدرب غير موقعي، فبعدما كنت ألعب في وسط الميدان كصانع ألعاب، انتقلت للعب في الجهة اليمنى كجناح، وهو مركز لم أعتد عليه، وبالتالي لم يكن عطائي موفقا". ويضيف يغشى "كان علي قبول الأمر الواقع، رغبة في كسب ما يكفي من التجربة وإثبات الذات في بطولة الكبار، علما أن هذا المشكل التقني لم يكن الوحيد الذي عانيته، بل هناك أيضا مشكل عائلي، بحكم أنني ابتعدت عن أسرتي، وبالطبع كان علي تحمل المسؤولية والتأقلم مع أجواء العيش بعيدا عن البيت". رغم كل المشاكل، تمكن يغشى من فرض نفسه ضمن قائمة هدافي الفريق الدكالي، ويعود سنوات طويلة إلى الوراء، ويقول "رغم كل شيء نجحت في إنهاء الموسم كواحد من هدافي الفريق بمجموع 10 أو 12 هدفا على ما أعتقد، لكن لا بد من الاعتراف بأن اللعب في بطولة الكبار كان يتطلب قوة ذهنية كبيرة". أنهى الفريق الجديدي موسم 68/69 في المركز الحادي عشر، برصيد 58 نقطة، مبتعدا بمجموع 15 نقطة كاملة عن الوداد البيضاوي (73 نقطة)، الذي توج بطلا للموسم، وربما كانت هذه الحصيلة المتواضعة كافية للاستغناء عن خدمات المدرب ديدي، وتعويضه بالإطار الهنغاري أورتز، وفي هذا الإطار يؤكد يغشى "جاء أورتز، الذي كان خبيرا دوليا وليس مجرد مدرب عاد، فغير كل شيء داخل فريق الدفاع الجديدي، وأعادني إلى مكاني الطبيعي، وبالتالي استعدت رقم 10 كصانع ألعاب، وأذكر وقتها أن التشكيلة الرسمية لفريق الدفاع كانت تضم المعشاوي (1)، واسبانيا (2)، والشريف (3)، وبابا (4)، وحسني (5)، والدزاز (6)، وشيشا (7)، والمعروفي (8)، ووزير (9)، وعبد ربه (10)، وكريمو (11)".