قضى الدولي المغربي السابق مصطفى يغشى أكثر من 15 سنة متنقلا بين الفرق السويسرية، لكنه ظل وفيا لبلده، ولم يكن يتردد في تلبية نداء الدفاع عن القميص الوطني، مثلما ظل هذا الرجل الدكالي وفيا لأصوله، ولدرب السلطان، حيث قضى طفولته، والدارالبيضاء، التي قضى بها مرحلة مهمة من حياته، في هذه الأوراق يقلب يغشى أوراق مسار جميل. الحلقة الثالثة مصطفى يغشى بعد سنوات من الممارسة داخل فريق الحي فقط، واستجابة لدعوات اختبار القدرات مع الوداد أو الرجاء، قرر مصطفى يغشى مع بداية الموسم الرياضي 64/65، أي في سن الثالثة عشرة، أن يختبر موهبته مع الوداد أولا، ويقول "أذكر أنه كان يوم جمعة حينما قررت الذهاب والانضمام إلى فريق الوداد. كان "با سالم" رحمه الله هو الذي يشرف على تكوين الفئات الصغرى، وأذكر أنني لعبت لفترة وجيزة مع عدد من اللاعبين من بينهم "ولد عايشة"، غير أن مقامي بالبيت الأحمر لم يدم طويلا، إذ بقيت هناك لمدة 6 أشهر لا غير، انتقلت بعدها إلى فريق الرجاء، الذي قضيت معه هو الآخر 6 أشهر، وأذكر أن الراحل "عبد القادر العزبة" كان وقتها يشرف على تكوين الفئات الصغرى، وأتيحت لي الفرصة للعب مع أسماء كثيرة، من بينها "بتي عمر". لم ينسجم مصطفى يغشى مع أجواء اللعب داخل الوداد والرجاء، ففضل وجهة أخرى مع نهاية الموسم، التي لم تكن سوى فريق الراك أو الراسينغ البيضاوي، ويضيف بهذا الشأن "حينما كنت ألعب مع صغار الوداد، كنا نخوض مباريات مع نهاية كل أسبوع، وبعد نهاية كل مباراة كنا نحصل على منحة خاصة لا تتعدى 50 سنتيما، وأنا شخصيا كنت أخصص جزءا منها (4 أو 6 ريالات) لأداء واجب كراء دراجة هوائية أتنقل بها من درب السلطان إلى حي المطار. ومن أسباب انتقالي إلى الرجاء أن المنحة تضاعفت وأصبحت 100 سنتيم بعد كل مباراة، لكن في نهاية الموسم قررت الرحيل صوب فريق الراك". جاءت فكرة الالتحاق بصغار الراك من أجل البحث عن عالم أرحب، ويؤكد يغشى ذلك بقوله "لعبت موسما كاملا مع صغار الراك. لا أذكر النتائج التي كنا نحققها بالضبط، لكن بالنسبة لي كانت الفرصة مواتية للتدرب جيدا وللتحضير لفترة مهمة كنت أتهيأ لها، ذلك أنني كما قلت سلفا، كنت أدرس بإعدادية المتنبي بحثا عن ديبلوم تقني يساعدني في ولوج سوق الشغل، وهذا ما تحقق عندما حصلت على مرادي والتحقت بشركة "سوماتام" للاستفادة من تدريب، ثم وجدت نفسي ألعب ضمن فريقها المهني مع بداية الموسم الرياضي 66/67، أي أن سني وقتها لا يتجاوز الخامسة عشرة". تألق يغشى بشكل لافت في موسمه الأول بالبطولة المهنية، ويؤكد ذلك بقوله "لعبت مع عدد من العناصر المتألقة التي كانت تمارس مع فرق أخرى، وأذكر منها اللاعب عارف، الذي جاء وقتها من فريق الرجاء. كانوا يلقبونني ب "البعوضة" لأنني كنت قصيرا وسريعا وماهرا في الآن نفسه. في ظرف وجيز أصبحت هدافا أول للفريق، ويكفي أنني أنهيت الموسم على رأس الهدافين بمجموع 21 هدفا، وقدت فريق "سوماتام" نحو الصعود إلى البطولة الأولى".