قضى الدولي المغربي السابق مصطفى يغشى أكثر من 15 سنة متنقلا بين الفرق السويسرية، لكنه ظل وفيا لبلده، ولم يكن يتردد في تلبية نداء الدفاع عن القميص الوطني، مثلما ظل هذا الرجل الدكالي وفيا لأصوله، ولدرب السلطان، حيث قضى طفولته، والدارالبيضاء، التي قضى بها مرحلة مهمة من حياته، في هذه الأوراق يقلب يغشى أوراق مسار جميل. الحلقة الحادية عشرة مصطفى يغشى رغم أن فريق شينوا عجز عن التتويج بلقب البطولة السويسرية لضمان المشاركة على الواجهة الأوروبية، إلا أن مصطفى يغشى ظل وفيا لقميص الفريق، علما أنه كان نجما مدللا في مدينة جنيف، ويكفي أنه نجح في توسيع قاعدة أنصار النادي، ويقول بهذا الشأن "عندما وصلت إلى جنيف وجدت أن جمهور فريق شينوا لا يتعدى 10 آلاف متفرج على أبعد تقدير، الذين كانوا يحضرون إلى المدرجات كلما استقبل الفريق أحد ضيوفه. لكن بعد أول مباراة بدأ الكل يتحدث عني، وبالتالي أبدى الجميع رغبته في متابعة أدائي مع الفريق، وكانت النتيجة هي تضاعف نسبة الجمهور، إذ اصبح الملعب يستقطب في كل مباراة أكثر من 20 ألف متفرج". كل المواسم التي قضاها يغشى مع فريق شينوا كانت بالنسبة له رائعة، غير أنه يتذكر موسم 76- 77 بالكثير من الفخر، لأنه شكل موسم التألق ولفت أنظار عدد من الفرق، في مقدمتها نادي سانت إيتيان الفرنسي، الذي أبدى مسؤولوه رغبة كبيرة في الاستفادة من النجم المغربي، وضمه إلى سلسلة من الأسماء التي كانت وقتها تصنع ربيع الفريق، في مقدمتها ميشيل بلاتيني، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وتريزور، وجونفيون، وروشتو، ولارسيوس، وجوني ريب، وأسماء أخرى متألقة، ويتحدث يغشى عن عرض الفريق الفرنسي، الذي كان وقتها من أجود الفرق في القارة العجوز، ويقول "قبل نهاية الموسم الرياضي 76-77 جاء مدرب يدعى ريفيلي، كان يشرف على الفريق الثاني لسانت إيتيان، ليراقبني وليعد تقريرا وفق ما طلبه رئيس الفريق، روسي، ومدرب الفريق الأول هيربان. لا أذكر التاريخ بالضبط، لكن ما أعرفه أنه حضر وتابع إحدى مباريات فريق شينوا، فعرف مسؤولو الفريق بوجوده في المدرجات، وهم يعرفون جيدا أنه مدرب، فتقدموا إليه وسألوه عن سر حضوره، فأخبرهم الحقيقة. ولأن فريق شينوا كان وقتها دون مدرب، عرضوا عليه تدريب الفريق بعدما قدموا له إغراءات مادية أكثر مما يحصل عليه مع الفريق الثاني لسانت إيتيان فقبل العرض دون تردد وعاد إلى فرنسا ليخبر الرئيس روسي بأنه بالفعل تابع المباراة، كما أكد له أنني لاعب كبير، لكنه اعتذر له في النهاية قائلا أنه باعتباره المدرب الجديد لفريق شينوا لا يمكنه التخلي عني خلال الموسم الموالي على الأقل. وهكذا ضاعت فرصة الانضمام إلى فريق سانت إيتيان، علما أنني التقيت وقتها بعدد من لاعبي الفريق، ومن بينهم بلاتيني، الذين أكدوا لي جميعا أنهم يرحبون بي ضمن صفوف فريقهم، واعترفوا بأنني أملك مقومات اللعب مع فريق من حجم كبير". في الحلقة المقبلة الانتقال إلى سيرفيت جنيف