قضى الدولي المغربي السابق مصطفى يغشى أكثر من 15 سنة متنقلا بين الفرق السويسرية، لكنه ظل وفيا لبلده، ولم يكن يتردد في تلبية نداء الدفاع عن القميص الوطني، مثلما ظل هذا الرجل الدكالي وفيا لأصوله، ولدرب السلطان، حيث قضى طفولته، والدارالبيضاء، التي قضى بها مرحلة مهمة من حياته، في هذه الأوراق يقلب يغشى أوراق مسار جميل. الحلقة الرابعة عشرة مصطفى يغشى بعد الرحلة القصيرة والموفقة مع نوشاتيل كزاماكس، حزم مصطفى يغشى حقائبه وانتقل هذه المرة إلى مدينة زوريخ، استجابة لطلب من نادي ف س، الذي شكل وجهة جديدة، ويقول "بالفعل، توجهت إلى زوريخ، التي قضيت بها موسما واحدا، وكنت مضطرا إلى العودة مرة أخرى إلى جنيف، والسبب الرئيسي كان هو أن أفراد عائلتي وجدوا صعوبة كبيرة في التأقلم مع أجواء زوريخ، التي كان سكانها يتحدثون الألمانية، بينما كان أولادي يدرسون باللغة الفرنسية، وبالتالي كان علي أن استجيب لطلبهم وأن أعود مرة أخرى إلى جنيف، علما أنني أمضيت الموسم الرياضي 87-88 مع فريق كاروج بالقسم الثاني، وأذكر أنني التقيت بهذا الفريق مع الهداف الودادي السابق، عبد القادر لشهب، الذي كان التحق بسويسرا لمتابعة دراسته في مجال العلوم السياسية، وكنا قضينا معا موسما جيدا. كما لعبت مع فرق أخرى بالقسم الثاني، منها نجم إسبانيول، وشينوفييف، وزاوجت بين الممارسة واللعب، قبل أن أضع حدا لمسيرتي في الملاعب أواخر الثمانينيات، علما أنني اهتممت كثيرا بمجال التكوين، واستفدت من مراحل مختلفة، أهلتني للحصول أولا على ديبلوم الويفا "ب"، ثم ديبلوم "أ"، إذ كنا نخضع لفترات من التكوين قبل إجراء الامتحانات خلال شهر شتنبر". وبخصوص مسيرته مع المنتخب الوطني، عاد يغشى مجددا لحمل قميص الأسود، بعد أولمبياد 84 بلوس أنجلوس، ويقول "تلقيت دعوة المشاركة في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 86 بالمكسيك، واستجبت لها دون تردد، وبالفعل ساهمت قدر المستطاع في بلوغ نهائيات المونديال، غير أنني بكل أسف لم أتمكن من المشاركة في النهائيات، لأن فريق ف س زوريخ كان وقتها يستعد للموسم الرياضي الذي يبدأ مبكرا في سويسرا، وكان من الصعب التفريط بي لمدة طويلة، علما أن المنتخب الوطني قضى فترة طويلة في التحضير للنهائيات، قبل أن يمضي مدة طويلة في المكسيك. وأريد أن أشير أيضا إلى أنني كنت خلال هذه الفترة ضمن المجموعة التي تحضر الديبلوم "أ"، وبالتالي كان علي إما أن أضحي بفريق زوريخ ومعه بديلوم الدرجة "أ"، او أن أعتذر للمنتخب الوطني، فاخترت الاعتذار مجددا للمنتخب الوطني، فكان ذلك بمثابة قرار الاعتزال اللعب على الصعيد الدولي، بعد أن كنت أستعد لاعتزال اللعب بشكل نهائي". بعد أزيد من 15 سنة في الملاعب السويسرية، تلذذ خلالها بطعم التألق مع ألوان الكثير من الفرق، كما تمكن خلالها من الفوز بمجموعة من الألقاب، ومن الظهور بصورة مقنعة على الواجهة الأوروبية، قرر مصطفى يغشى اقتحام عالم التدريب، والبداية بالطبع ستكون مع الفرق التي أمنت دائما بإمكانياته وبمواهبه المتعددة. في الحلقة المقبلة أولى الخطوات في عالم التدريب