قضى الدولي المغربي السابق مصطفى يغشى أكثر من 15 سنة متنقلا بين الفرق السويسرية، لكنه ظل وفيا لبلده، ولم يكن يتردد في تلبية نداء الدفاع عن القميص الوطني، مثلما ظل هذا الرجل الدكالي وفيا لأصوله، ولدرب السلطان، حيث قضى طفولته، والدارالبيضاء، التي قضى بها مرحلة مهمة من حياته، في هذه الأوراق يقلب يغشى أوراق مسار جميل. مصطفى يغشى بعد نهاية الموسم الرياضي 82-83، اختار مصطفى يغشى تغيير الأجواء من جديد، ويقول بهذا الشأن "أنا دائما أعطي الأولوية للفرق التي تكون سباقة إلى الحديث معي. كان رئيس فريق نوشاتيل كزاماكس، فاكينيتي، اتصل بي وتحدث إلي بشأن الانضمام إلى صفوف فريقه، فرحبت بالفكرة، علما أن العرض المالي كان مقنعا للغاية، كما أن مدينة نوشاتيل تتمتع بطبيعة خلابة، إذ توجد قرب بحيرة، ما ولد في نفسي رغبة العيش بها لبعض الوقت لاكتشافها". التحق يغشى بفريقه الجديد، غير أنه لم يتأقلم كثيرا مع الأجواء الجديدة، بدليل أنه فضل الإقامة بنوشاتيل موسما واحدا فقط، ويعلل قراره بالقول "صراحة وجدت كل الظروف ملائمة للعب مع فريق نوشاتيل، غير أن تصرفا واحدا كان كافيا لاتخاذ قرار الرحيل بعد موسم واحد كان ناجحا بكل المقاييس، إذ توجته بالفوز بلقب البطولة الوطنية، إضافة إلى المشاركة في منافسات كأس الاتحاد الأوروبي. أما السبب المباشر في قرار الرحيل هو أنني توصلت وقتها بدعوة من المدرب البرازيلي، المهدي فاريا، الذي كان تحمل للتو مسؤولية تدريب المنتخب المغربي لكرة القدم، وكان يرغب في التعرف جيدا على المحترفين المغاربة في أوروبا، غير أن مسؤولي فريق نوشاتيل، أو تحديدا المدرب جيلبير غريس، رفض أن أسافر إلى الرباط، علما أنه كان علي المشاركة مع الفريق في منافسات كأس الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء، والسفر في ليلة اليوم نفسه إلى المغرب للمشاركة في تجمع إعدادي والمشاركة في مباراة إعدادية يوم الخميس، كانت مقررة بين اللاعبين المحليين والمحترفين خارج المغرب، ثم العودة إلى سويسرا يوم الجمعة وإجراء مباراة ضد فريق سيون يوم السبت ضمن منافسات الدوري السويسري. وهذا بالطبع برنامج صعب، فكان أن رفض المدرب ذلك، وبالتالي اتصلت وقتها بفضول بنزروال، الذي كان ضمن الطاقم الإداري المسؤول بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، واعتذرت له وحاولت أن أشرح له صعوبة الحضور إلى المغرب في مثل هذا الظرف، غير أنه لم يتقبل اعتذاري". عاقبت الجامعة مصطفى يغشى بطريقة مرفوضة، بعدما غاب عن لائحة الأسماء التي شاركت في أولمبياد لوس أنجليس، ويعلق على هذا القرار بقوله "عندما اطلعت على قائمة 22 لاعبا الذين سيشاركون في أولمبياد لوس انجليس، وجهت احتجاجا شديد اللهجة إلى المسؤولين، عبر تصريحات قدمها آنذاك لجريدة "لوماتان"، فجاء الرد سريعا عبر وزير الشباب والرياضة، الراحل عبد اللطيف السملالي، الذي سألني عنأاسباب التصرف بهذا الشكل وقال إنه كان علي ألا أعطي تصريحات من هذا النوع. بعد ذلك قررت أن أعتزل اللعب مع المنتخب الوطني، قبل أن أتراجع عن هذا القرار، عندما أقنعني عدد من الأصدقاء بذلك، خصوصا أن الأمر يتعلق بتلبية نداء الوطن". في الحلقة المقبلة في اتجاه نادي ف س زوريخ