قضى الدولي المغربي السابق مصطفى يغشى أكثر من 15 سنة متنقلا بين الفرق السويسرية، لكنه ظل وفيا لبلده، ولم يكن يتردد في تلبية نداء الدفاع عن القميص الوطني، مثلما ظل هذا الرجل الدكالي وفيا لأصوله، ولدرب السلطان، حيث قضى طفولته، والدارالبيضاء، التي قضى بها مرحلة مهمة من حياته، في هذه الأوراق يقلب يغشى أوراق مسار جميل. الحلقة الثانية عشرة مصطفى يغشى قضى يغشى موسما آخر مع شينوا، خصوصا أن المدرب الجديد كان بحاجة ماسة إلى خدماته، ليست فقط كلاعب بل أيضا كمساعد من نوع خاص، ويقول النجم الدكالي "عندما رفض ريفيلي السماح بانتقالي إلى سانت إيتيان فلأنه يعرف أن الفريق يحتاج كثيرا إلى خدماتي، وثانيا لأنه لم يكن يتوفر على ديبلوم يخول له تدريب الفرق الكبيرة، في حين كنت حاصلا على ديبلوم من هذا النوع، وبالتالي كان يحتاج إلى خدماتي. والحقيقة أنه كان محقا، لأنني بصمت مرة أخرى على موسم متميز، وأذكر أن السويسريين أطلقوا علي بالمناسبة لقب "الجوهرة السوداء" بدعوى أن أسلوب لعبي كان يشبه إلى حد كبير أسلوب النجم المغربي الكبير، العربي بن مبارك، الذي شغل أوروبا في وقت سابق، عندما كان يلعب لفريقي أولمبيك مرسيليا وأتلتيكو مدريد". مع نهاية كل موسم، كانت الكثير من العروض تتقاطر على يغشى، لكنه كان في كل مرة يرفض مناقشتها، ويترك الأمر لمسيري نادي شينوا، ويقول "صراحة كانت تربطني علاقة متميزة برئيس النادي، الذي كان يستجيب لمختلف طلباتي، ولم يكن يتردد في أي لحظة عندما أتقدم إليه بأي طلب كيفما كان نوعه، علما أنني بدوري تأقلمت كثيرا مع أجواء مدينة جنيف، وبالتالي وجدت صعوبة كبيرة في مغادرتها". أحيانا تكون العروض مغرية، لكن يغشى يرفضها، مفضلا الوفاء لنادي شينوا، ثم أيضا الوفاء لمدينة جنيف، التي ربط بها علاقات جيدة مع الجميع، ويقول "أذكر أنني توصلت بعرض مغر من فريق ف س زوريخ، وأعتقد أن قيمة الصفقة بلغت وقتها 500 ألف فرنك فرنسي إضافة إلى امتيازات مادية كثيرة لصالحي، لكنني رفضت، قبل أن أحصل على الضوء الأخضر من مكتب فريق شينوا الذي سمح لي بمغادرة النادي بعد نهاية موسم 78- 79، وكانت الوجهة هي نادي سيرفيت جنيف". ويواصل يغشى "اخترت سيرفيت أولا لأنني بقيت في مدينة جنيف، وثانيا لأن الأمر يتعلق بفريق محترم وبالتالي يمكنني المشاركة في المنافسات الخارجية، وبالفعل أمكنني المشاركة في كأس الاتحاد الأوروبي في أول موسم لي مع الفريق، إذ بلغنا دور ربع النهائي، قبل أن ننهزم أمام نادي سوشو الفرنسي". ويعتز يغشى كثيرا بالفترة التي قضاها في صفوف سيرفيت، ويقول "كان مسيرة موفقة، خصوصا أنه أمكنني التتويج بعدد من الألقاب، إذ فزنا مرة بالازدواجية (البطولة والكأس)، وبصمنا على مسيرة موفقة في منافسات كأس الكؤوس الأوروبية، عندما وصلنا إلى غاية نصف النهائي، قبل أن نقصى على يد فريق دوكلا براغ التشيكي". بعد محطة سيرفيت سيغير يغشى الوجهة صوب نوشاتيل كزاماكس، وبعده ف س زوريخ، إذ كان يبحث عن المتعة ثم أيضا تأكيد السمعة الطيبة التي حظي بها داخل سويسرا كنجم بإمكانه التألق تحت ألوان أي فريق. في الحلقة المقبلة رحلة قصيرة إلى نوشاتيل كزاماكس