عقد فاعلون جمعويون من جماعات صوفية تتحدر من القطب مولاي عبد السلام بنمشيش، لقاء تحضيريا للملتقى الثاني للطرق الصوفية بمدينة السمارة، المزمع تنظيمه في نونبر المقبل. ومن المقرر أن تتميز الدورة المقبلة بمشاركة فعاليات أجنبية تتمتع بروابط روحية مشتركة مع المغرب، من موريتانيا والسينغال ومالي، وحسب رئيس جمعية مولاي عبد السلام بنمشيش للتنمية والتضامن، محمد عبيدو، يمكن استدعاء باحثين ومهتمين صوفيين من أوروبا والولايات المتحدة للمشاركة في ملتقى السمارة الثاني للطرق الصوفية. وقال عبيدو، في تصريح ل"المغربية" إن "الملتقى شهد نجاحا في طبعته الأولى العام الماضي، رغم أنه اقتصر على فعاليات وطنية، لكنه شهد حضور شيوخ من مختلف مدن الصحراء المغربية، أحيوا ليلة الذكر، في مشهد رائع يدل على الروابط التاريخية والروحية بين المغرب وصحرائه". ويتضمن برنامج الملتقى الثاني للطرق الصوفية بالسمارة، إضافة إلى ليلة الذكر والمديح، ندوة علمية بمشاركة، أساتذة مختصين في التاريخ الصوفي بالمغرب وإفريقيا، كما سيشهد مداخلات لمريدين وباحثين في موضوع الزوايا الصوفية ودورها في وحدة الوطن واستقرار المواطنين، إضافة إلى الطابع السلمي للدعوة والتبليغ عند الطرق الصوفية. ومن المقرر أن يشارك في هذا الملتقى الروحي أتباع الزوايا الصوفية في كل من الداخلة والعيون والسمارة وبوجدور، إضافة إلى ممثلين عن البوتشيشيين والدرقاويين والوزانيين والعلميين والريسونيين. وتعتبر مدينة السمارة عاصمة روحية بالنسبة لكافة القبائل الصحراوية، خاصة قبيلة الرقيبات، التي ينتسب إليها الولي الشيخ سيدي أحمد الرقيبي، الذي يتحدر من جده مولاي عبد السلام بنمشيش. كما تعتبر المدينة مهدا لقبور وأضرحة أكبر عدد من الأولياء والشيوخ بمنطقة الصحراء المغربية، وبها توجد أشهر الزوايا، التي وصل صداها شرقا باتجاه الجزائر وجنوبا باتجاه موريتانيا، وظلت على مدى قرون تشكل حلقة وصل روحي وعلمي بين شمال المغرب وجنوبه. ونظرا للمكانة العلمية والدينية لمدينة السمارة في تاريخ المغرب، أعطى جلالة الملك محمد السادس أوامره ببناء كلية العلوم الشرعية بسمارة، تكريما لهذه المدينة ولأهلها ولتاريخها وموقعها الجغرافي، الذي يجعلها في مقدمة الخط الدفاعي عن وحدة المغرب، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه.