تنظم جمعية مولاي عبد السلام بن مشيش للتنمية والتضامن، ولجنة العمل من أجل مساندة المناضل الصحراوي مصطفى سلمى، غدا الأحد، ملتقى جبل العلم الأول، في ضريح القطب الصوفي مولاي عبد السلام بن مشيش، تحت شعار "الطرق الصوفية في خدمة الوحدة الترابية" ويشارك في هذا الملتقى الفكري والروحي ثلة من الأقطاب والأعيان الوافدين من مختلف أنحاء البلاد، خصوصا من المناطق الجنوبية للمملكة، التي تنتسب معظم قبائلها إلى مولاي عبد السلام بن مشيش، الجد الأكبر للشريف سيدي أحمد الركيبي، كبير قبيلة الركيبات، إحدى القبائل الكبرى في الصحراء المغربية. ويشارك في هذا الملتقى، أفراد من عائلة المناضل الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي فجر ثورة الحكم الذاتي في تندوف، بتصريحه، في 17 غشت 2010، بمدينة السمارة، الذي أعلن فيه تأييده لمقترح الحكم الذاتي، إثر زيارة لعائلته، قادما من تندوف، وهو المفتش العام لما يسمى بشرطة البوليساريو، ما أحدث ضجة في صفوف قادة الانفصال، الذين اختطفوه واعتقلوه، ثم أبعدوه عن أسرته في المخيمات، إذ مازال إلى اليوم منفيا في موريتانيا. وقال رئيس جمعية مولاي عبد السلام بن مشيش للتنمية والتضامن، محمد اعبيدو، في تصريح ل"المغربية"، إن هذا "الملتقى دعوة للصحراويين من أجل العودة إلى الأصل والمنبع، فهم إخوتنا ونحن إخوتهم، وما يجمعه الدم لا تفرقه الأرض". وأضاف أن "الملتقى مجلس روحي للم الشمل وإعادة تجديد الصلة بين الإخوة وأبناء الوطن الواحد، فحضور عائلة المناضل مصطفى سلمى، وفي مقدمتها والده الشيخ مولاي إسماعيلي ولد سيدي مولود، والشيخ مولاي لارباس ماء العينين، رئيس المجلس العلمي لمدينة العيون، والشيخ محمد سالم با بوزيد، رئيس المجلس العلمي لإقليم السمارة، يعتبر بالنسبة إلينا حضورا توثيقيا لصلة لم تنقطع بين سكان شمال المغرب وجنوبه، وهي رسالة واضحة لكل من يساوره شك في وحدة المغرب، سكانا وأرضا". من جهته، قال محمد الشيخ، رئيس لجنة العمل من أجل مساندة المناضل الصحراوي مصطفى سلمى، ل"المغربية"، إن "حضورنا في هذا الملتقى ومشاركتنا في تنظيمه، خطوة أخرى لتأكيد الروابط الدينية والروحية بين سكان البلد الواحد"، مضيفا أن "شعار الملتقى (الطرق الصوفية في خدمة الوحدة الترابية)، يحمل الدلالات المطلوبة، ليعرف الجميع أن وحدة المغرب قائمة على روابط لا تنفصم، وأن المغاربة إخوة وأبناء شرف، وما يجمعهم من البوغاز إلى الصحراء يجعلهم في منأى عن التفرقة والانفصال، رغم كيد الحاقدين". ويحضر ملتقى جبل العلم الأول مجموعة من الشيوخ والمريدين، يشاركون في إحياء ليلة من الذكر، وتلاوة الصلاة المشيشية، وإلقاء محاضرات في موضوع الوحدة الترابية، وعلاقة الزوايا والأولياء بتثبيتها ودعمها عبر التاريخ. وستقدم هدية رمزية لعائلة مصطفى سلمى، تقديرا لموقفها من الوحدة الترابية، ووفائها لنسبها، الذي يعتبره الصحراويون منبعا تدفق منه كبار أعيان وشيوخ الصحراء عبر التاريخ.