دعا "زعيم تنظيم القاعدة" أيمن الظواهري، في رسالة صوتية نشرت، أمس الخميس، الجهاديين الذين يحاربون في سوريا إلى توحيد صفوفهم والتعاون من أجل تأسيس نظام حكم مناهض للولايات المتحدة في دمشق. مقاتلون إسلاميون في سوريا (خاص) قال الظواهري في رسالته التي حملت عنوان "65 عاما على قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي"، "يا أسود الإسلام في الشام اجتمعوا واتحدوا وتوافقوا وتعاهدوا على ألا تلقوا سلاحكم ولا تغادروا خنادقكم حتى تقوم في الشام الرباط والجهاد دولة إسلامية تسعى لإعادة الخلافة". ومضى الظواهري، الذي خلف أسامة بن لادن في تزعم "تنظيم القاعدة"، للقول "أميركا وعملاؤها وأحلافها يريدون منكم أن تسفكوا دماءكم ... لتسقطوا الحكم العلوي المجرم ثم ينصبوا من بعده حكومة موالية لهم محافظة على أمن إسرائيل تتمرد على الشريعة الإسلامية وتخضع للشرعية الدولية". ومعروف أن الرئيس السوري بشار الأسد ينتمي للطائفة العلوية، بينما ينتمي معظم معارضيه إلى الطائفة السنية، بمن فيهم عناصر جبهة النصرة الجهادية. وقال "الجهاد في الشام بفضل الله يسعى لإقامة خلافة إسلامية مجاهدة تواصل تضحياتها وعطاءها وبذلها حتى ترفع راية الإسلام والجهاد بإذن الله وقوته فوق قمة جبة المكبر في القدس". وأضاف "يا أسود الإسلام في شام الرباط والجهاد إن فلسطين، التي سلبت منا، منذ 65 عاما، يعود الأمل في استرجاعها بجهادكم المبارك". ويصر النظام السوري على أنه إنما يحارب جماعات من "الإرهابيين" الذين يهدفون إلى تأسيس دولة إسلامية في سوريا، وكان هذا الادعاء تلقى دعما في أبريل الماضي، عندما أعلن زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني ولاءه للظواهري. جاء ذلك عقب مطالبة الظواهري في رسالة سابقة المعارضين السوريين التعاون من أجل تأسيس دولة إسلامية، وهي الدعوة التي تلقاها الجيش السوري الحر بحذر شديد. من جهة أخرى، رفعت إسرائيل حالة التأهب واستنفر الجيش قواته على طول الحدود مع سوريا، تحديداً في منطقة القنيطرة وأصدر الجيش تعليمات منع بموجبها المزارعين من الاقتراب من الحدود، واصدر تعليمات لجيشه ب"الرد الفوري على أي نار من طرف سورية"، على رغم الأنباء التي ذكرت عن إعادة سيطرة الجيش السوري على المنطقة بعد أن أعلن صباحاً عن سيطرة المتمردين عليها. وكثف الطيران تحليقه في المنطقة، فيما أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن "السيطرة على معبر القنيطرة من طرف سوريا ترفع التهديد تجاه إسرائيل". وتخشى إسرائيل استغلال الوضع الحالي من قبل تنظيمات وجهات معادية ومسلحة والاقتراب من الحدود لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. ويزداد القلق الإسرائيلي مع المعطيات، التي تشير إلى ارتفاع محاولات اختطاف الجنود. وتشهد منطقة القنيطرة الحدودية من جهة الجولان المحتل أصوات انفجارات متواصلة، وذكر أن قذائف هاون سقطت بمحاذاة الحدود وواحدة سقطت في قاعدة للأمم المتحدة. ويقدر الجيش أن تكون بعض المدفعيات سقطت في الطرف الإسرائيلي لكنه لم يعثر على آثار لمدفعيات. وكان أعلن، في وقت سابق، سيطرة مقاتلين من المعارضة السورية المناهضة للرئيس بشار الأسد على معبر القنيطرة في الجولان المحتل على الحدود مع إسرائيل، حسب ما أعلنته إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مسؤولين عسكريين. وقالت الاذاعة ان "الجيش يؤكد أن معبر القنيطرة سقط بأيدي المقاتلين"، فيما رفض ناطق عسكري التعليق على الخبر في اتصال أجرته معه وكالة "فرانس برس".