أصيب قائد جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة، التي تتقدم المعارضة المسلحة، التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أول امس الأربعاء، بجروح في ريف دمشق، بحسب ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان. مقتل عناصر في الجيش السوري الحر على يد أفراد الجيش النظامي (خاص) في المستوى السياسي، رفضت واشنطن مشاركة بشار الأسد في أي حكومة انتقالية، واشترطت المعارضة السورية، من جهتها، رحيل الأسد كمقدمة لأي حل سياسي للنزاع المستمر في سوريا منذ 26 شهرا، وذلك في رفض غير مباشر لدعوة روسياوالولاياتالمتحدة إلى حوار بين الطرفين المتقاتلين يضع حدا للنزاع على أساس اتفاق جنيف. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان أصيب أبو محمد الجولاني القائد العام لجبهة النصرة في بلاد الشام التي بايعت القاعدة، أول أمس الأربعاء، بجروح خلال القصف، الذي نفذه الجيش السوري على مناطق في ريف دمشق الجنوبي. وأبلغ أحد النشطاء في ريف دمشق الجنوبي المرصد السوري لحقوق الإنسان أيضا عن "إصابة عدد من عناصر الجبهة بجروح جراء القصف، الذي استهدفهم". وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن ردا على أسئلة وكالة فرانس برس، أن الجولاني أصيب في رجله دون أن يكون بإمكانه على الفور تقديم المزيد من التفاصيل. وجبهة النصرة التي تعتبرها الولاياتالمتحدة "منظمة إرهابية" لعلاقتها بالقاعدة، عرفت في البداية بعمليات انتحارية في سوريا قبل أن تصبح قوة ذات باس تقاتل إلى جانب باقي المتمردين على النظام. وتتكون المجموعة من مقاتلين سوريين وأجانب وتسعى لإقامة حكم إسلامي في سوريا وهو ما يرفضه الجيش الحر أهم مكونات المعارضة السورية. وكان قائد جبهة النصرة أعلن في أبريل مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، مؤكدا في الآن ذاته عدم اندماج تنظيمه مع تنظيم القاعدة في العراق المعروف ب "دولة العراق الإسلامية" رغم اعترافه بأنه تلقى منه الدعم البشري والمالي. وبتأكيده مبايعته للظواهري سمح هذا التنظيم للنظام السوري بالتأكيد على أنه يواجه "إرهابيين" يسعون لإقامة دولة إسلامية. ولم يعترف النظام السوري أبدا بحركة الاحتجاج الشعبي السلمية، التي انطلقت في مارس 2011، للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية وقمعها بشدة. وتحول الاحتجاج إلى تمرد مسلح دفع البلاد إلى حرب أهلية. وبحسب الأممالمتحدة سقط في أكثر من عامين ما يفوق 70 ألف قتيل في سوريا ونزح 4، 25 ملايين آخرين واضطر أكثر من 1،4 مليون سوري لمغادرة البلاد أساسا إلى دول الجوار. في هذه الأثناء، لم تتوقف المساعي الدولية للتوصل إلى إيقاف نزيف الدم لكن المعارضة السورية وجهت ضربة للاتفاق الروسي الأمريكي الذي أعلن خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى موسكو، حيث اتفق الجانبان على حث النظام والمعارضة على التوصل إلى "حل سياسي" دون أن يعلنا شيئا بخصوص مصير الرئيس السوري. وقال الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة السورية في بيان إنه "يرحب بكل الجهود الدولية التي تدعو إلى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في دولة ديمقراطية على أن يبدأ برحيل بشار الأسد وأركان نظامه". ولم يصدر رد فعل من النظام السوري الذي يؤكد أن مصير الرئيس الأسد سيتقرر في انتخابات 2014، حتى الآن رد فعل عن الاتفاق الروسي الأميركي الذي أشاد به الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي والاتحاد الأوروبي. وكان وزيرا الخارجية الروسي والأمريكي سيرغي لافروف وجون كيري أعلنا في موسكو الثلاثاء أن البلدين اتفقا على حث النظام السوري ومعارضيه على إيجاد حل سياسي للنزاع على أساس اتفاق جنيف.