أعلن أبو محمد الجولاني المسؤول العام لجبهة النصرة بسوريا، أمس الأربعاء، مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، متنصلا من إعلان دولة العراق الإسلامية تبنيها والاندماج تحت راية واحدة. وقال الجولاني في تسجيل صوتي "هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري فإننا نبايعه على السمع والطاعة" وأكد الجولاني أن الجبهة لم تستشر في إعلان الفرع العراقي للتنظيم، تبنيها وتوحيد رايتهما تحت اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وأوضح الجولاني "دار حديث حول خطاب منسوب للشيخ أبي بكر البغدادي (زعيم دولة العراق الإسلامية) وذكر في الخطاب المنسوب للشيخ تبعية الجبهة لدولة العراق الإسلامية، ثم أعلن فيه إلغاء اسم دولة العراق وجبهة النصرة، واستبدالهما باسم واحد". وأضاف "نحيط الناس علما أن قيادات الجبهة ومجلس شورتها والمسؤول العام لجبهة النصرة لم يكونوا على علم بهذا الإعلان سوى ما سمعوه من وسائل الإعلام، فان كان الخطاب المنسوب حقيقة، فإننا لم نستشر ولم نستأمر". وكانت "النهار المغربية" قد أشارت منذ بداية الأزمة إلى وجود إرهابيين بسوريا قبل أن يتم الإعلان عن جبهة النصرة، التي صنفتها أمريكا فيما بعد ضمن التنظيمات الإرهابية. والتزمت التنظيمات الإسلامية المغربية وغيرها المساندة لجبهة النصرة الصمت حول اعتراف النصرة بانتمائها للقاعدة، كتنظيم دولي إرهابي، ومبايعتها لأيمن الظواهري. وما زال عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والأمين العام للعدالة والتنمية يلتزم الصمت تجاه التطبيع مع القاعدة الذي بدأ يأخذ أشكالا علنية. واستغرب مهتمون بشؤون الحركات الإسلامية بروز ظاهرة التطبيع مع تنظيم القاعدة الإرهابي تحت مسميات متعددة، وبعدما كانت القاعدة بمثابة خط أحمر أضحت حاضرة في الوقفات الاحتجاجية وفي المسيرات التي يتم تنظيمها هنا وهناك، ولم يعد أنصار القاعدة يمارسون قناعاتهم خفية بل خرجوا للشارع في تحد سافر لضحايا أحداث 16 ماي الإرهابية وأخواتها، وتم رفع أعلام بن لادن والملا عمر في العديد من التظاهرات، وهي خرق تحمل شعار "لا إله إلا الله محمد رسول الله". وتحاول هذه المجاميع الموزعة هنا وهناك تصوير منع تلك الخرق على أنه حرب على الإسلام، مع العلم أن حمل شعارات إسلامية لا يفيد الالتزام بقواعد الدين وتسامحه والفهم السليم له. واجتمع اليوم في مساندة جبهة النصرة الوهابية السرورية (التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية) والسلفية الجهادية والعدل والإحسان ومنتمون لإحدى الطرق الصوفية الموسومة بالتصوف الأموي واليسار والعلمانيين، وهذه التيارات لم يقم أي منها بإدانة التفجيرات التي عرفتها مدن سورية عديدة وذهب ضحيتها أبرياء وتبنتها النصرة في بياناتها، ولم يحددوا موقفهم من إعلان النصرة انتماءها للقاعدة. أما حزب العدالة والتنمية فلم يعد خافيا أنه فتح قنوات مع النصرة في سوريا، من خلال زيارة "وفد طبي" إلى ريف إدلب بالمناطق الحدودية، وليس مستبعدا أن يكون موقف التوحيد والإصلاح من التدخل الفرنسي بشمال مالي قد تم طبخه عندما كان أبناء الحزب في ضيافة تنظيم القاعدة. وكان وفد أطباء العدالة والتنمية قد اتصل مباشرة مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، رغم أن دخول وفد الحزب الإسلامي إلى سوريا وتقديم المساعدات متاح عن طريق لجنة الصليب الأحمر الدولي ومجموعة من المنظمات الإنسانية العاملة بسوريا. ومنذ وصوله إلى معسكرات القاعدة التي تشرف عليها حكومة أردوغان الإسلامية تحت مسميات مخيمات اللاجئين وجد وفد العدالة والتنمية مرافقين من النصرة الذين سربوه عبر الحدود التركية السورية، وهي حدود وهمية ليست فيها مراكز مراقبة ولا أسلاك شائكة. وحسب معلومات توفرت ل"النهار المغربية" أن مدينة أتاما التي استقر بها وفد العدالة والتنمية ليست استراتيجية في المعركة الدائرة بسوريا وبالتالي ليست ضمن أولويات الجيش السوري، ولا يوجد هناك سوى تنظيم النصرة أو القاعدة وينقل إليها جرحاه من إدلب.