في موكب جنائزي مؤثر، شيع، بعد صلاة الجمعة بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، جثمان الممثل المغربي مصطفى مستعد، الذي توفي أول أمس الخميس عن عمر يناهز 68 سنة الراحل مصطفى مستعد (خاص) وحضر مراسم الجنازة، بالإضافة إلى أفراد عائلة الراحل وأصدقائه، حشد من الفنانين من مختلف الأجيال. وأجمع أغلب الفنانين، الذين حضروا تشييع جنازة الراحل، ورافقوه في مساره الفني الحافل (المسرحي ميلود الحبشي، وأحمد الصعري، ومحمد حراكة والإعلامي وصديق الفنان أحمد طنيش)، في تصريحات متفرقة ل"المغربية" على أن رحيل مستعد يعد خسارة للمسرح في المغرب، بالنظر إلى دوره الكبير في إغناء فن التمثيل المغربي، من خلال مشاركاته في العديد من الأعمال الفنية المسرحية والتلفزيونية، مؤكدين أن مستعد يشكل قيمة فنية كبيرة، فهو من الفنانين الذين عبدوا الطريق للجيل الجديد، وبفضلهم وبنضالهم تأسست الفضاءات المسرحية، وقنن هذا المجال واستحدثت معاهد التكوين، معتبرين أنه يستحق كل خير وكل امتنان وكل تكريم في حياته ومماته. وقال طنيش إن الراحل يعد من "الفنانين الذين يعملون في صمت، إذ قليلا ما تجد اسمه على صفحات جريدة، أو تراه أو تسمعه في برنامج فني"، مشيرا إلى أنه عاش في الظل من فرط تواضعه، لأنه لم يكن يرفض التواصل الإعلامي مرددا غير ما مرة "أرحب بكل من يود التحاور معي". بدأ الراحل مصطفى مستعد، الذي رأى النور بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء، مساره الفني سنة 1953، إذ انضم إلى فرقة مسرحية من أبناء درب السلطان وعمره لم يتجاوز السبع سنوات، ومن ثمة، انتقل إلى فرقة "الشهداء" بدرب "الطاليان"، ثم فرقة "نجمة المساء"، صحبة رفيق الدرب الفنان عبد الرحيم التونسي، المعروف ب"عبد الرؤوف"، الراقد حاليا بمستشفى محمد الخامس العسكري بالرباط، والراحل عمر شنبوط، الملقب ب"با عمر". عمل مصطفى مستعد بمقاطعة الحي قرابة 5 سنوات، وفي لحظة مفاجئة، ترك العمل بالمقاطعة سنة 1963، والتحق بشركة "صوماكا" التي عمل بها حوالي أربع سنوات، وهناك التقى مرة ثانية برفيق الدرب عبد الرؤوف، ليبدأ مساره الفني الحافل. وقدم مع عبد الرؤوف وبا عمر، وعدد كبير من الممثلين، رصيدا مهما من المسرحيات والسكيتشات، ناهز السبعين عملا.