انتقل إلى دار البقاء ، الفنان المغربي الكبير عائد موهوب، صباح أمس الثلاثاء 8 فبراير بالدارالبيضاء، عن سن يناهز 81 سنة. وقد ووري بها جثمانه الثرى في نفس اليوم. الفقيد الكبير، من مواليد درب السلطان بالدار البيضاء، عرف عنه خلال حياته ومساره المهني، «بالعفة والنخوة والحذر في اختيار الأدوار».. حيث ساهم طيلة 65 سنة من الممارسة في تطوير الإبداع المسرحي والسينمائي المغربي من خلال مشاركته في تشخيص وإخراج العديد من المسرحيات المغربية . في حي درب السلطان، عرف معنى الفن والثقافة، وتربى على يد أسماء كبيرة، منها : محمد عصفور، الحاج فنان، محمد الركاب، عبد الرحمن الخياط، مصطفى الخياط، عبد الرزاق البدوي... هذا التعلق بالسينما والمسرح، سيتكرس سنة 1945 (وهو في سن 15 سنة) ، من خلال المشاركة في الحفلات المدرسية السنوية، حيث ستشكل سنة 1946 سنة مهمة في حياته الفنية، إذ أسس فرقة «نجوم الأطلس» (أسست بدرب السلطان، بزنقة «سميرس» (كاريان كارلوطي) قرب قيسارية «الحفاري»). وكانت تضم العديد من الأسماء، منها محمد بلحسين الذي كان يشتغل في المجلس الأعلى للقضاء. مع هذه الفرقة المسرحية ، شارك في العديد من المسرحيات التي كانت قصصها تتعلق في الغالب بالقضايا المجتمعية، منها أعمال عالمية ، قدمت إحداها بالإذاعة الوطنية أيام كان عبد الله شقرون ، مسؤولا بالاذاعة.. كما جرب الراحل خلال هذه الفترة، الكتابة والإخراج المسرحي، قبل أن تنطلق تجربته مع أندري فوازان وشارل نيك.. اختارالراحل المسرح ، حيث إلتحق خلال سنوات 1948، 1949، 1950، بعبد الله شقرون الذي كان يترجم النصوص وكانت هناك نواة مسرحية بدأت تتشكل وتضم كلا من الطيب العلج، الصديقي، أحمد العلوي، الراحل محمد سعيد عفيفي، فاطمة الركراكي، البشير لعلج، العربي اليعقوبي. في هذه الفترة اشتغل رفقة الصديقي، الطيب لعلج، الكنفاوي، في أعمال مسرحية منها «عمايل جحا» و«الشطابا»، وكانت نعرض هذه الأعمال في سنة 1951 بين درب السلطان والمسرح البلدي.. في سنة 1957 ، تأتي فترة أخرى من مساره الفني، قرر خلاله إنشاء مسرح عمالي، ضم الى جانبه كل من سعيد الصديقي، صديق الصديقي، حسن الصقلي، لطيفة الصقلي، عائد موهوب، الحداني، الكردودي، بن جلون، المهدي الخبيلي، الطيب الصديقي... و محمد الخلفي، وكانت مسرحية «الوريث»، أول عمل مسرحي للفرقة، تلتها مسرحية «بين يوم وليلة» لتوفيق الحكيم.. لتنطلق تجربة مسار مسرحية للراحل، رفقة الفرقة الوطنية للمسرح التي فتحت له آفاقا مسرحية وتلفزيونية. كانت له علاقات وذكريات كثيرة مع كل من: الراحل العربي بنبمارك، محمد الحبشي، وعبد العظيم الشناوي، وسعاد صابر التي يقول عنها في إحدى حواراته « كنت أحتضنها وأحميها» ، وعلاقات أخرى ، كالتي كانت مع محمد الركاب وحسن الصقلي .. مسيرة الفنان الموهوب، عائد موهوب، الذي يعد من الجيل المؤسس لمهنة التمثيل بالمغرب. حيث لعب الممثل أدوارا مميزة في جملة من الأفلام المغربية، على رأسها فيلم «أبواب السماء السبعة» لمصطفى الدرقاوي و«المطرقة و السندان» لحكيم النوري. هذا الفيلم أهل عائد موهوب لانتزاع جائزة أحسن ممثل بالمهرجان الوطني للفيلم بمكناس سنة 1991. كما ساهم عائد موهوب ، في إخراج عدد من المسرحيات مع فرقة الوفاء المراكشية. وقام بإخراج أول مسرحية لعبد الرحيم التونسي بعنوان «زواج عبد الرؤوف». ومسرحيات «عباس وبلقاس في لاس فيكاس» و«الوارث» و«بين يوم وليلة» المقتبسة عن مؤلف لتوفيق الحكيم، و«الطاحونة» مع الفنان عزيز موهوب ومسلسل «البخلاء» إلى جانب عمر السيد.. رحم الله الفنان المغربي الكبير عائد موهوب.