رحل عملاق الدراما المغربية، الفنان عائد موهوب، صباح أمس الثلاثاء، عن سن يناهز81 سنة، بالدارالبيضاء الراحل عائد موهوب وجرت مراسيم تشييع جثمان الراحل، في اليوم نفسه، بمقبرة الغفران، بإقليم مديونة بالدارالبيضاء، بحضور حشد كبير من الفنانين، والمثقفين، والإعلاميين، إضافة إلى أفراد عائلة الراحل وأصدقائه. وأجمع عدد من الفنانين، وأصدقاء الراحل، في تصريحات متفرقة، على أن رحيل موهوب يعد خسارة للمسرح والسينما في المغرب، بالنظر لدوره الكبير في تأسيس النواة الأولى للمسرح المغربي، وإغناء الدراما الوطنية من خلال مشاركاته الوازنة في العديد من الأعمال الفنية، مشيرين إلى أن عائد موهوب يشكل بالفعل قيمة فنية متعددة المواهب. وفي هذا السياق، قال المصور الفوتوغرافي، عبد الله الطاهري، الذي لازم الفنان مدة طويلة، أن الراحل قدم إبداعات وعطاءات كبيرة في المسرح والسينما والتلفزيون، إلى درجة أصبح فيها مدرسة حقيقية كونت أجيالا من الفنانين، إذ كان يصحح أداءهم وطريقة إلقائهم، ويغرس فيهم حب الفن والأداء الصادق، ويحرص دائما على أن يبقى فريق العمل متعاونا ومنضبطا حتى ينعكس ذلك على جودة العمل الفني. من جهته، قال المؤلف والمخرج المسرحي، سعد الله عبد المجيد، إن الراحل عائد موهوب، الذي تربى على العفة واحترام الذات، والحذر في اختيار أدواره، ولو كان ذلك على حساب لقمة العيش، التي تكون في بعض الأحيان صعبة المنال، عرف برفضه العروض، التي لا تتوفر على شروط العمل الفني الحقيقي والمحترمة للجمهور. وساهم الراحل عائد موهوب طيلة 65 سنة من الممارسة، في تطوير الإبداع المسرحي والسينمائي المغربي، من خلال مشاركته في تشخيص وإخراج العديد من المسرحيات، والأعمال الإذاعية والتلفزيونية، والأفلام السينمائية المغربية. بدأ مساره الفني سنة 1945 بدرب السلطان، من خلال مشاركته في الأنشطة الفنية المدرسية السنوية، وساهم في تأسيس فرقة "نجوم الأطلس" سنة 1946، وقدم معها العديد من المسرحيات من سنة 1948 إلى سنة 1950. وفي سنة 1951 ساهم موهوب في تأسيس النواة الأولى للمسرح المغربي رفقة الطيب العلج، والصديقي، وعفيفي، والبشير لعلج، والعربي اليعقوبي، والكنفاوي، وفي سنة 1957 ساهم في تأسيس المسرح العمالي، رفقة صديق الصديقي، وحسن الصقلي، ولطيفة الصقلي، وعلي الحداني، وعبد الرحمان الكردودي، والطيب الصديقي، ومحمد الخلفي، بعد ذلك اشتغل مع جل الفنانين المغاربة، ومنهم محمد الحبشي، ومحمد الركاب، كما ساهم في إخراج عدد من المسرحيات مع فرقة الوفاء المراكشية، وأخرج أول مسرحية لعبد الرحيم التونسي بعنوان "زواج عبد الرؤوف". وشارك في العديد من الأفلام السينمائية منها فيلم "المطرقة والسندان" لحكيم النوري، الذي حصل فيه على الجائزة الأولى في مهرجان مكناس للسينما الوطنية، ومسرحيات "عباس وبلقاس في لاس فيكاس" و"الوارث" و"بين يوم وليلة" المقتبسة عن مؤلف لتوفيق الحكيم، و"الطاحونة" مع الفنان عزيز موهوب، ومسلسل "البخلاء" إلى جانب عمر السيد.