قررت مجموعة البحث في التكنولوجيات الموسيقية ببرشلونة، ومركز الأبحاث الموسيقية والحفاظ على التراث الموسيقي المغربي تحديد إطار للتعاون الثنائي في مجال الحفاظ على الموسيقى الأندلسية المغربية والمتوسطية، وتعزيز حضورها في مختلف المحافل الإقليمية والدولية. يدخل هذا التعاون المشترك٬ حسب بلاغ لجمعية تطاون أسمير٬ في إطار مشروع فني وأكاديمي بيني يجمع مجلس البحوث الأوروبية للإتحاد الأوروبي٬ الذي يشرف عليه الباحث الإسباني كسافيير سيرا من جامعة برشلونة٬ بصفته رئيسا لمجموعة البحث في التكنولوجيات الموسيقية٬ ومركز تطاون أسمير للأبحاث الموسيقية والحفاظ على التراث الموسيقي٬ الذي تم إنشاؤه بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في أوائل السنة الجارية. ويهدف إطار التعاون المشترك المغربي الإسباني الأوروبي إلى دعم مجالات البحث الأكاديمي الموسيقي والتعريف على نطاق واسع بالفنون الموسيقية التراثية بشمال المغرب ودراسة تقنياتها وتكنولوجياتها وتوثيقها عبر برنامج إعلامي شامل. وسينطلق العمل بدراسة ثلاث تقنيات موسيقية سينجزها الخبراء المغاربة والإسبان في المجال الموسيقي بشكل مشترك٬ ويتعلق الأمر بالموسيقى الأندلسية بشمال المغرب، إضافة إلى تعاون فني مشترك آخر يهم دراسة الموسيقى الهندوستانية والأوبرا الصينية و"المقامات" التركية. وأسفرت جلسات العمل التي نظمها المركز مع المجموعة الأوروبية، أخيرا، على تسطير برنامج مشترك لتبادل الخبرات والدراسات وتنظيم لقاءات وورشات عمل وحفلات موسيقية في الخارج لنشر الموسيقى الأندلسية المغربية والتعريف بخصوصياتها. ومن أهداف مركز تطاون أسمير للأبحاث الموسيقية والحفاظ على التراث الموسيقي٬ الذي يشرف على تسييره الباحث في الموسيقى الأمين الشعشوع ونخبة من رجال الموسيقى بشمال المغرب٬ تعزيز البحث العلمي في مجال الموسيقى الأندلسية والتراث الموسيقي لشمال المغرب وتكوين الناشئة في المجال الفني وتهذيب الذوق الموسيقي العام وكذا إنشاء مكتبة خاصة تعرض كل الإبداعات الأدبية والعلمية التي تتطرق للموسيقى لباحثين مغاربة وأجانب. ومن المتوقع أن يضم المركز متحفا موسيقيا يحتوي على وثائق وصور وآلات موسيقية نادرة لفنانين مغاربة. كما سيعمل المركز وفق برنامجه السنوي على توثيق وتسجيل إبداعات موسيقية لفنانين مغاربة أبدعوا في مجال الموسيقى الأندلسية وغيرها من الأنواع الموسيقية التي ميزت القرن الماضي. تعتبر الموسيقى الأندلسية أحد الامتدادات و الروافد التي تفرعت عن الموسيقى العربية بمفهومها العام. وكسائر الألوان و النماذج الموسيقية التي أبدعتها العبقرية في ظل الانتشار الواسع للأمة الإسلامية، شكلت هذه الموسيقى خلاصة امتزاج و تلاقح المعطيات الفنية النابعة من طبيعة موسيقى العناصر البشرية المتساكنة بالأندلس (العرب، وألأامازيغ، والقوط و الصقالبة...). وتعد النوبة الأندلسية اللقب الموسيقي المتعارف عليه في الموسيقى الأندلسية، وينطبق على إحدى عشرة مجموعة موسيقية هي (نوبة رمل الماية، نوبة الأصبهان، نوبة الماية، نوبة رصد الذيل،نوبة الاستهلال، نوبة غريبة الحسين، نوبة الحجاز الكبير،نوبة الحجاز المكشرقي، نوبة عراق العجم،ونوبة العشاق). وتنقسم النوبة إلى قسمين "المقدمات" وهي معزوفات تستهل بها النوبة وتتكون من ثلاثة أصناف (المشالية، والبغية،والتوشية). و"الميازين" وعددها خمسة في النوبة الأندلسية، وهي (البسيط، والقائم ونصف، والبطايحي، والدرج، والقدام). وأكد الباحثون أن أهل الأندلس انحصروا في أربعة ميازين من الخمسة المذكورة عدا "الدرج"، الذي أضافه المغاربة في العصر السعدي.