يمكن أن يكون كسلا فكريا أو خيانة مقصودة للأمانة، تحول صحافة معينة إلى مختص في الكشف عن الأقوال والأفعال المنسوبة إلى جلالة الملك، مشيرة إلى ما تزعم أنه "مصادر مقربة". ينبغي أن تدرك هذه الأقلام المأجورة، فضلا عن أخلاقيات المهنة التي تفرض على الصحيفة التحقق من المصادر وتقديم أدلة ما تكشف عنه، المخاطر التي يشكلها ذلك على المؤسسات. أبلغ من ذلك، لا أحد يجهل، أن القصر وضع تحت تصرفه قناة اتصال واضحة المعالم، للتوضيح من خلال الناطق باسم القصر الملكي، أو الديوان الملكي أو المستشارين. وأيضا، يحق الاستغراب حين تشير هذه الصحافة، في تزييف للحقائق، إلى تدخل جلالة الملك لصالح منتخب، زعم أخيرا أنه ضحية إساءة رجال الأمن خلال مظاهرة. غني عن التذكير تشبث جلالة الملك الأكيد بحقوق الإنسان، و أيضا احترام جلالته العميق لعمل هذه المؤسسات الكفؤة، سواء كانت أمنية أو قضائية. والأسوأ من ذلك، أن هذه الصحافة تخبرنا أن وزير الخارجية والتعاون أكد أن جلالة الملك هو من كان وراء مبادرة إقامة مستشفى عسكري في غزة، إثر الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. لكن يبدو أن هذه الصحافة "الموجهة" نسيت أن ملك المغرب، بصفته القائد الأعلى للقوات الملكية المسلحة، هو الوحيد من له صلاحية اتخاذ القرار بخصوص هذا النوع من المبادرات الإنسانية، التي اعتاد عليها، والإشراف عليها، بدءا من انطلاق العملية إلى إرسال المساعدات وتوزيعها من طرف مختلف المصالح المختصة، على عكس ما نسبته هذه الصحافة إلى الوزير المذكور. هناك سؤال عفوي يتبادر إلى الذهن، عند قراءة مثل هذه المزاعم: هل هذا هو السبيل الوحيد الذي وجدته الحكومة بهدف تسليط الضوء على نفسها؟ يحق للمغرب أن يتساءل حول هذه الطريقة الغريبة للتواصل... الشيء المؤكد: أن بلادنا لم تعرف قط مثل هذه السوابق قبل وصول هذه الحكومة ! ...إنه لأمر محزن