لم يلتقط بعض المتربصين من الجولة التي قادت جلالة الملك محمد السادس إلى بعض من دول الخليج والأردن غير مشاركة مستشاري الملك في هذه الجولة وأدوارهم الفاعلة فيما جرى الحديث في شأنه وأبرمت له اتفاقيات. وطبيعي أن يقع تفسير ذلك بدور الصحافة التي تبحث عن الخبر المثير، أما الخبر العادي فموقعه في صحافة أخرى. وطبيعي أن يتبادر إلى الذهن أن هناك من يترصد مثل هذه المناسبات والفرص لتعكير مياه بركة الأوضاع السياسية في البلاد. أهمية الجولة لم تكمن أبدا في بعض التفاصيل، ولا حتى في بعض ما يمكن أن يعتبر هوامش، والمؤكد أن مشاركة مستشاري جلالة الملك في هذه الجولة مثلت إضافة وازنة جدا، فالمباحثات مع قادة دول الخليج حضر لها مستشارو هؤلاء القادة وشاركوا فيها، وكان لهم دور ليس له أي تماس مع دور السلطة التنفيذية، لأن الأمر يتعلق برؤساء دول، ولهذا المستوى من المعاملات ما يليق به من شروط ومواصفات. والمؤكد أن أهمية الجولة تنطلق أساسا من طبيعة وحجم المبادرة التي تجسدت في مشاركة جلالة الملك شخصيا في هذه الجولة لرئاسة وفد هام ومتكافئ جدا ضم وزراء ومستشارين لجلالة الملك وخبراء في القضايا التي كانت مدرجة في جدول أعمال مختلف اللقاءات الرسمية. والعنوان الثاني البارز لأهمية الجولة يكمن في العناية الخاصة التي أولاها جميع قادة الدول التي شملتها الجولة لجلالة الملك وللوفد المرافق له، وفي ذلك إشارات واضحة للمكانة المرموقة التي يتبوأها جلالته والشعب المغربي لدى رؤساء وحكومات هذه الأقطار، وأخيرا وليس آخراً، يمكن الاستدلال على أهمية الجولة بالنتائج الإيجابية جدا التي أثمرتها جميع اللقاءات والاجتماعات، خصوصا ما يتعلق بخدمة المصالح المغربية؛ وما كان لهذه النتائج أن تتحقق لولا هذه المبادرة الوازنة جدا، والتي يجب أن تكون محل تقدير كبير وبالغ من الذين يقدرون مصالح الوطن. أما أن نضع كل هذا جانبا ونشعل الأضواء الكاشفة على تفصيلة من التفاصيل، فإن ذلك لا يفيد في شيء، وفوق هذا وكل ذاك.. المهم أن تتحقق النتائج الإيجابية ، وجازى الله كل من ساهم من قريب أو بعيد في تحقيقها.