رشيد زمهوط صدى وجدة نظمت جامعة محمد الأول بوجدة نهاية الأسبوع الفارط ندوة علمية في موضوع " السلطة و التواصل " دعي لتأطيرها والي الجهة الشرقية إضافة الى متدخلين آخرين . و بقدر ما كانت مداخلة الدكتور محمد الابراهيمي الذي حاول من خلال موقعه المزدوج كأكاديمي متخصص ورجل السلطة المسؤول الاداري الترابي أن يلامس النظريات الحديثة للتواصل و يسقطها على " أداء و تفاعل " المؤسسة العمومية لاستنطاق نقط قوتها و قصورها فإنها و في سياق إندفاع الرجل و ووثوقه الزائد عن اللزوم في حدود قدراته و إختصاصاته حادت في العديد من المحطات عن سبيل الحياد و الموضوعية و التحفظ اللازم توفرها في ممثل جلالة الملك بالجهة و وضعته في مواجهة واردة و محتملة مع المهنيين من جهة و المجتمع المدني و السياسي من جهة أخرى . فوالي الجهة الشرقية التي وضع منظمو الندوة الى جانبه على منصة الخطابة و التوجيه متدخلين بعيدين كل البعد عن مجال التواصل و الصحافة تلخصت مهمتهم الأساسية طيلة زمان الندوة- التي اقتص منها الدكتور الابراهيمي حصة الأسد بلغة موليير- في تبادل الأدوار لتقديم صكوك الغفران و عبارات الاطراء المبالغ فيها أحيانا لشخص الوالي نجم اللقاء بدون منازع الى حدود غابت فيها أجواء الموضوعية و النقاش العلمي بالحجة و البرهان العلمي المفترض توفرها في ملتقى علمي يحتضنه الحرم الجامعي . ويبدو أن السيد الابراهيمي الذي و إن كنا نعتقد جازمين بما تختزله صفحة مقامه على رأس الهرم الترابي بالجهة من آيادي بيضاء و تدبير محكم و كفاءة و خبرة في معالجة ملفات الأوراش التنموية الكبرى التي أعطى إنطلاقتها جلالة الملك , قد تجاوز في العديد من خرجاته واجب التحفظ الذي يفرضه عليه منصبه , و إنساق مع تيار الاطراء الى مستوى غير لائق برجل دولة يستمد صلاحياته مما تسطره و تتبناه مؤسسات الدولة الدستورية و قوانينها الجاري بها العمل . و من المؤسف أن السياق العام للندوة شهد و بحضور ممثل الحكومة تحاملا مغرضا و ممنهجا على الصحافة المكتوبة من طرف متدخل وصفها بممارسة النقد النقدي الجدلي و إشهار علاقة العداء المستمر للسلطة و ملخصا دورها " المنطقي المطلوب " كأداة للمصالحة بين السلطة و المواطن و هي الوظيفة التي تضطلع بها" بإقتدارو بقناعة " حسب المتدخل المنتسب الى عالم الصحافة من باب التعليم الصحافة الالكترونية التي وفر من خلال موقعه التفاعلي لوالي الجهة متنفسا واسعا للحوار المباشر مع المواطن الوجدي . و كم كان مفاجئا و مثيرا للاستغراب أن يتلقف السيد محمد الابراهيمي شهادة " الزميل " ليبني عليها مداخلته التي تحدث في سياقها عن ما وصفه بصحافة التعتيم التي تمارس التوجيه و النقذ الهدام مستغلة " هامش حرية التعبير المتوفر ّ لتبخيس جهود و منجزات الدولة , و ليحل في لحظة شرود محل المهنيين الذين بشرهم بمزايا الديمقراطية السيبرانية التي توفر للمواطن عبر الشبكة مجالا خصبا للمشاركة و التفاعل كما هو الحال بالنسبة " للصحيفة الالكترونية " التي إستضافت والي الجهة و ليعلن جهارا و بدون أدنى تحفظ أنه يفضل أن يحتكم الناخب في قرار التصويت الى الشرعية التدبيرية المبنية على كفاءة المترشح عوض خلفيته السياسية و برامجه . و إذا كنا نعتبر أنه من حق والي الجهة الشرقية بغض النظر عن خلفيته الأكاديمية التي لا نشكك في حمولتها المعرفية المشرفة أن يدافع أن أدائه و يسوقه عبر كل " واسطة ممكنة أو متاحة ّ فإن واجب الدفاع عن أصول و أعراف المهنة في علاقاتها المبنية مع محيطها بما فيه السلطة على قواعد و أصول و أخلاقيات لا نعتقد أن ما تحقق من مكاسب و ما يسود من أعراف يسمح لإطار دولة مهما علا منصبه أن يحل محلها و يوجهها وفق مزاجه . و إذا كنا نفترض جدلا أن إشكالية التواصل المؤسساتي تطرح واقعها الجدلي بحدة بالقدر الذي إستدعت تجنيد لجنة وزارية مشتركة للبحث عن سبل ضبط ميكانيزماتها المتعثرة مع و سائل الاعلام و عمو م المتلقين للرسالة الاتصالية فإن إختزال المشكلة في تحميل الصحافة المكتوبة أو المجتمع السياسي و المدني أو جزء منه مسؤولية " التعتيم " أو غيره من الظواهر لا يعد في حقيقة الأمر الى ركوب أهوال مغامرة أخرى لا تخلو من عواقب و تداعيات نتمنى صادقين أن لا تكون ندوة وجدة مناسبة أخرى لتفريخ خطاب التشكيك في المؤسسات الصادر عن بعض " المبشرين الجدد " . ملاحظة: العنوان للجريدة( ندوة الشك والتشكيك)