خرج بعض السكان القاطنين في المؤسسة التعليمية الزيراوي، والنازحين من أحياء بالمدينة القديمة للدارالبيضاء، أول أمس الثلاثاء، للاحتجاج ضد ما وصفوه ب"الإجحاف" في حقهم، بعدما قدمت لهم وعود سابقة بإعادة إيوائهم، شرط رحيلهم عن دورهم المهترئة في عدد من الأحياء، مثل درب المعيزي ودرب حمان ودرب السينغال. واعتبر السكان المحتجون "صمت المسؤولين" عن حقهم في السكن، بعدما قطنوا في المؤسسة ما يزيد عن 7 أشهر، "تجاهلا مقصودا"، حسب تعبير المتضررين، ما جعلهم يعبرون عن رفضهم لهذا الواقع، والتذكير بأن الوعود التي غادروا على أساسها منازلهم لا بد أن تتحقق، خصوصا أن موعد إعادة إسكانهم كان محددا في دجنبر الجاري، لكنهم "لم يلمسوا أي مبادرات للحسم في مسألة تعويضهم بمساكن بديلة، حسب ما صرح به بعض السكان ل"المغربية". وأكد السكان المحتجون أنهم سئموا البقاء في مؤسسة تعليمية، وإن كانوا يحتمون داخلها من قساوة البرد، إلا أنها لا تتوفر على شروط الاستقرار الاجتماعي والنفسي، في ظل اضطرارهم لتحمل عبء الحياة كلاجئين لا مأوى لهم. وذكر مصدر مطلع، ل"المغربية"، أن هناك اتفاقا بين معظم سكان أحياء ودروب المدينة القديمة لتنظيم وقفات متتالية للتذكير بملف إعادة إيوائهم، خاصة بعدما تلقى عدد من السكان إنذارات بمغادرة منازلهم، بدعوى أنها متقادمة وآيلة للسقوط، دون أن تقدم لهم ضمانات بتعويضهم بمساكن بديلة. وأضاف المصدر نفسه أن الأحياء المتضررة من أحكام الإفراغ، وتلك التي غادرتها مجموعة من الأسر، مثل درب الرماد، ودرب باشكو، ودرب بوطويل، ودرب الطليان، ودرب إسماعيل، ودرب سلام، وحي كوبا، أسست، أخيرا، "جمعية المحج الملكي"، للعمل مع "جمعية الإخاء والتضامن"، في إطار تفعيل قضية السكن التي تشغل سكان المدينة القديمة، معتبرين تأسيس هذه الجمعية منفذا سيعبرون من خلاله عن تأكيداتهم على أولوية ترحيلهم إلى مساكن بديلة، بعيدا عن أي تأخير يهدد سلامة قاطني الدور المتهالكة، أو صمت على مصير النازحين إلى المدارس التي أغلقت في وجه تلاميذها، وفق ما عبر عنه بعض السكان.