أفاد عبد الرحمان بلمامون، اختصاصي الأمراض الوبائية، وطبيب مسؤول في مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، أن المديرية سجلت ألفا و56 حالة إصابة بداء التهاب السحايا (المينانجيت) خلال السنة الجارية مؤكدا أنها حالات فردية، وليست نابعة عن أي وضعية وبائية. وأوضح بلمامون، في تصريح ل"المغربية"، أن الحالات المسجلة تأتي بالموازاة مع انخفاض درجة الحرارة، إذ تتعرض القصبات الهوائية والحنجرة لالتهابات مرتبطة بالفصول الباردة، فتخترق هذه الالتهابات الجرثومة المسؤولة عن مرض "المينانجيت"، التي تعيش عادة في جسم الإنسان، في الحنجرة، ما يؤدي إلى إصابة السحايا، الغشاء المحيط بالمخ والنخاع الشوكي. وذكر بلمامون أن مرض السحايا يظهر في جميع دول العالم، والمغرب ضمنها، حيث يصل المعدل السنوي لظهور الإصابات ألف حالة، تتراوح نسبة الوفاة جراءها بين 10 إلى 14 في المائة، بينما تصل الوفيات في دول أخرى إلى 25 في المائة. وأوضح أن المرض يعتبر قاتلا، إلا أن التكفل العلاجي السريع والناجع يخفض نسب الوفيات جراء الإصابة به، ودعا الأسر إلى الإسراع بعرض أطفالها على الطبيب بمجرد ارتفاع درجة حرارة أجسامهم، أو عند ظهور الحمى وظهور تشنجات في العنق، لمد المصاب بالإسعافات والعلاجات الضرورية. وأكد أن من خصائص هذا المرض، أن جرثومة "المينانكوك ب"، أحد الفيروسات المسببة للداء، لا تتوفر لقاحات لمكافحتها، إذ مازالت الأبحاث العلمية جارية بين الخبراء، مبينا أن لتدخل السريع بالتكفل العلاجي يعد الوسيلة الوقائية المهمة. وأشار الاختصاصي ذاته إلى أن وزارة الصحة تتخذ تدابير وقائية، منها التلقيح الرباعي ضد الأنواع الأخرى من الميكروبات التي تتسبب في المرض، خاصة داخل الأماكن المغلقة، ومنها السجون والخيريات والداخليات المدرسية، إذ بلغ عدد المستفيدين هذه السنة، 200 ألف شخص. وأضاف إلى ذلك، تقديم وزارة الصحة العلاج الوقائي لمحيط الأشخاص المصابين عبر التدخل العلاجي، سواء داخل المحيط العائلي أو المدرسي، وهذه الأدوية عبارة عن علاج للالتهابات التي تظهر في المسالك الهوائية.