تستعد الجمعية المغاربية للرياضات الميكانيكية إطلاق أول مركز للتدريب على السياقة الطرقية عبر جهاز آلي يسمح بمراقبة مستوى تركيز السائق ودرجة انتباهه في الطريق، خلال ندوة صحافية، ستعقدها الجمعية المذكورة يوم الأربعاء 28 نونبر، بالدارالبيضاء، تحت شعار "لنلتزم جميعا من أجل الحد من ضحايا حوادث السير". وأوضحت سعيدة الإبراهيمي، رئيسة الجمعية ونائبة رئيس الجامعة الملكية لسباق السيارات، في تصريح ل"المغربية"، أن هذه المبادرة تأتي في سياق حملة لوضع برنامج وقائي من حوادث السير على الطرقات المغربية، وتوسيع الوعي بأهمية تجاوز الأخطاء المرتبكة، التي تؤدي يوميا بحياة المواطنين. وتحدثت الإبراهيمي أن هذه المساهمة تأتي تبعا للمعرفة الموسعة لدى متسابقي السيارات، الذين يتوفرون على إلمام كاف وموسع حول أحسن طريقة للسياقة وتفادي مشاكل الطريق وحوادثها. وذكرت الإبراهيمي أن من أبرز الأخطاء التي ترتكب في الطرقات المغربية، السرعة المفرطة في الطريق السيار، أو السرعة البطيئة في المسار الشمالي من الطريق السيار، إلى جانب التسابق والتنافس على التجاوز. وتحدثت الإبراهيمي عن أن المبادرة، هي ثمرة شراكة ما بين الجمعية المغاربية للرياضات الميكانيكية وشركة "ديفلتير"، فرنسية الجنسية، والمعترف بها دوليا في مجال الوقاية من حوادث السير، إذ بموجبها سينتقل فريق من التقنيين والمؤطرين من الشركة المذكورة إلى المغرب لشرح السبل الممكنة للحد، أو التخفيف من حوادث السير. ومن تفاصيل الشراكة، تجهيز المركز بأجهزة تقنية، تحاكي السياقة الواقعية عبر شاشة جهاز، يعمل على تنقيط مدى التزام السائق بقواعد السياقة السليمة، واختبار مستوى انتباهه لتجنب حوادث السير، وقدر تركيزه في الطريق ومدى سرعة رد فعله لتجنب وقوع مشاكل في الطريق. وأشارت الإبراهيمي إلى أنه في إمكان شركات النقل الطرقي، التي تود الرفع من جودة عملها، أن تسجل سائقيها في هذا المركز من أجل التعرف على مدى التزامهم بالقواعد الطرقية ومدى محافظتهم على التركيز المطلوب والانتباه الضروري أثناء السياقة. وتأتي هذه المبادرة في ظل الحديث المتزايد حول ظاهرة حوادث السير بالمغرب، التي باتت تحصد يوميا العشرات من الضحايا. وكان رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، كشف عن أرقام صادمة حينما أعلن، أخيرا، في معرض رده على أسئلة المستشارين بمناسبة انعقاد الجلسة الدستورية لمجلس المستشارين الخاصة بمساءلة رئيس الحكومة حول القضايا المرتبطة بالسياسة العامة، إذ أن حوادث السير في المغرب تخلف أكثر من 4000 قتيل وما يفوق 14 مليار درهم من الخسائر المادية سنويا، أي نحو 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام . وأضاف بنكيران أن هذه الأرقام جعلت المغرب يحتل الصدارة عربيا، والمرتبة السادسة عالميا في نسبة الحوادث.