ناقش خبراء دوليون ومغاربة¡ اليوم الثلاثاء بتطوان، موضوع "التأقلم الاجتماعي والبيئي والزراعي في مواجهة التغييرات المناخية بحوض البحر الأبيض المتوسط". وحددت مداخلات الخبراء، خلال الندوة التي نظمتها كلية العلوم التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان وجمعية تلسمطان للبيئة والتنمية بشفشاون، مفهوم وأبعاد التأقلم الاجتماعي والايكولوجي وقدرة "النظام المجتمعي -الايكولوجي" على تجنب الكوارث والاضطرابات والحد من آثارها المستقبلية المتوقعة عبر دمج أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بشكل "متوازن وفعال". وأوضح الخبراء، المنتمون إلى دول سويسرا وهولاندا والأردن وفلسطين والمغرب، أن استحضار التوازن بين المجال الاقتصادي وأنماط العيش والبنيات التحتية والتكنولوجيات الحديثة والتربية البيئية في كل المخططات سيمكن من تجاوز الإشكالات المستقبلية، كما سيمكن من تحقيق التدبير المستدام للموارد الطبيعية وتفادي التأثيرات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، التي تعرفها منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بشكل "متسارع". وأبرزت المداخلات أن تنويع وضبط المقاربات الاقتصادية وأنماط العيش يتيح أيضا توفير البدائل التي تحتاجها ساكنة المنطقة المتوسطية لمواجهة التغييرات المناخية، مشيرين إلى أن الواقع يلزم تكييف التكنولوجيات الحديثة والبنيات التحتية لمواكبة التغيرات عبر "معالجات هندسية مناسبة" مع استثمار البنيات التحتية الطبيعية كالمناطق الرطبة والسهول الفيضية التي تخزن المياه وتخفض حدة الفيضان وتحمي ساكنة المناطق الساحلية. وشدد الخبراء على ضرورة تمكين الأفراد والمؤسسات من استخدام الخبرات والتكنولوجيات الجديدة اللازمة لتكييف المناطق المعنية بشكل مجد وضمان الاستعمال الفعال للمعلومات المناخية والمعارف العلمية، وضبط استراتيجيات التكيف بشكل تشاركي باعتبار أن مواجهة المتغيرات المناخية "شأن عام يستلزم جهد ومساهمة كل المتدخلين" . واعتبر المتدخلون أن التعايش مع التغيير المناخي الحتمي "ليس كافيا"، مؤكدين أن ما تحتاجه المناطق المعنية بصفة خاصة والدول المعنية بصفة عامة هو القدرة على مواكبة التحول التي من شأنها الحد من التأثيرات المناخية السلبية والحد من الفقر والهشاشة المجتمعية والبيئية وتحفيز النمو المستدام في ظل ديناميكية التغير المناخي والتحولات المرتقبة. وخلص الخبراء إلى أن الهشاشة المجتمعية والبيئية تكون أكبر وأخطر بسبب ارتفاع وتيرة المخاطر المتوقع حدوثها، كالفياضانات الساحلية أو موجات الجفاف، بسبب محدودية قدرة الناس على التكيف معها أو مواجهاتها، كما أن قدرة التكيف تكون ضعيفة بسبب قلة الخيارات البديلة ووسائل تدبير المخاطر. وناقش المشاركون في هذه الندوة على مستوى ورشات موضوعاتية "آليات تعزيز قدرات مختلف المعنيين لتطوير التأقلم مع تغير المناخ" و"تقوية التخطيط التشاركي بين المعنيين" و"تطوير مناهج العمل وتبادل المعرفة والمعلومات على مختلف المستويات".