مع اقتراب عيد الأضحى، زادت نسبة استهلاك اللحوم الحمراء بمجازر الدارالبيضاء، بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المائة، وعزا مصدر مهني الأمر إلى إقبال الزبناء على اقتناء لحوم الأبقار. وأفاد مصدر طبي أن أكثر طالبي هذه اللحوم ، هم مرضى السكري، وارتفاع الضغط الدموي، والكوليسترول، والشرايين والقلب. ويرى المصدر ذاته، في تصريح ل"المغربية"، أن ظهور هذه الأمراض في الآونة الأخيرة رفع الطلب على لحم الأبقار، بدعوى أن لحم الغنم يتوفر على كميات كبيرة من المواد الدسمة. من جهته، يرى مصدر مهني أن الإقبال على لحوم البقر بشكل كبير يشجع على ذبح العجلات، أو ما يسمى" الضروبة"، ما يؤثر بشكل كبير على اقتصاد البلاد. وقال جمال فرحان، الكاتب العام لنقابة اللحوم بالبيضاء، ل "المغربية"، إن أغلب رؤوس الأبقار، التي تذبح بمناسبة عيد الأضحى، مازالت تتوفر على أسنان الحليب وليست "اثنية" (عمرها سنتان)، وهذا أمر مخالف، سواء من الجانب الصحي أو الديني أو الاقتصادي". وأرجع فرحان الإقبال الكبير على "الضروبة" الصغيرة خلال عيد الأضحى إلى انخفاض ثمنها، الذي يتراوح بين 7 آلاف و9 آلاف درهم، مقارنة مع "الضروبة التنية" التي يصل ثمنها ما بين 12 ألفا و16 ألف درهم. ومن جهة أخرى، أفادت مصادر مهنية أن بيع رؤوس الأبقار بنسبة كبيرة في عيد الأضحى يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد، لأن ذلك يقلص من نسبة الحليب الطري والسلالة في صفوف إناث الأبقار. وكان رئيس قسم سلسلة الإنتاج الحيواني بوزارة الفلاحة أكد، ل "المغربية"، أن "ذبح "الضروبة" لم يكن معروفا في المغرب، إلا في حالة نادرة، خاصة في بعض الأوساط القروية الميسورة، وفي هذه السنوات أصبحنا نشهد بيعها بشكل ملحوظ رغم عدم وجود أرقام دقيقة". وأضاف أن بعض أصناف هذه الأبقار أضحت تباع في سوق الأكباش وهذه "ظاهرة خطيرة على تكوين قطيع الأبقار". وقدر المسؤول عدد رؤوس الأبقار بحوالي مليونين و8 آلاف رأس، منها مليون و400 ألف رأس أبقار تناسلية في سن الإنتاج، تعطي ما بين 800 و900 ألف من المواليد إناث وذكور، ذلك أن الصنف الأخير يوجه إلى الاستهلاك، بينما تربية الإناث تعرف مشاكل إلى حين بلوغها سن التناسل. وأفاد المسؤول ذاته أن المغرب مازال يستورد سلالة الإناث من الأبقار ما بين 20 و26 ألف رأس في السنة، مشيرا إلى أن هدف وزارة الفلاحة هو إنتاج الأعداد المستوردة محليا، ومع ضرورة الاعتناء بهذه الفئة "الإناث" إلى أن تصل سن التناسل. ويرى المسؤول أن اقتناء الإناث بشكل كبير في عيد الأضحى يؤثر على نسبة تجديد القطيع القاعدي للأبقار، مشيرا إلى أن نسبة التجديد تكون ما بين 15 إلى 20 في المائة في السنة.