قام وزير الخارجية الفرنسي٬ لوران فابيوس٬ صباح أمس الخميس٬ بزيارة للمستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي بمخيم "الزعتري" للاجئين السوريين٬ في محافظة المفرق الأردنية (شمال شرق). وكان في استقبال فابيوس٬ لدى وصوله إلى المستشفى الميداني المغربي٬ كل من الجنرال دو كور دارمي، عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية٬ وسفير المغرب بعمان، لحسن عبد الخالق. واستمع فابيوس٬ خلال هذه الزيارة٬ لشروحات قدمها رئيس المستشفى الميداني المغربي٬ البروفيسور مولاي الحسن الطاهري٬ حول المهام الأساسية لهذه الوحدة الاستشفائية٬ والتخصصات الطبية التي تتوفر عليها٬ وطبيعة الخدمات التي تقدمها لفائدة اللاجئين السوريين بمخيم "الزعتري". وبهذه المناسبة٬ أشاد وزير الخارجية الفرنسي بمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإرسال دعم لوجيستيكي وإنساني لفائدة اللاجئين السوريين بالأردن٬ والذي يتمثل في هذا المستشفى الميداني والمساعدات الغذائية. وكان فابيوس٬ الذي حل أول أمس الأربعاء بالعاصمة الأردنية "عمان"٬ في إطار جولة له بالمنطقة٬ ستقوده أيضا إلى لبنان وتركيا٬ قام قبل ذلك بزيارة للمستشفى الميداني الفرنسي٬ الذي أقيم على مقربة من المستشفى المغربي عند مدخل مخيم "الزعتري". من جانبهم، أشاد لاجئون سوريون يقيمون بمخيم "الزعتري" في محافظة المفرق الأردنية (شمال شرق)٬ بالخدمات التي يقدمها لهم المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي٬ الذي أقامته القوات المسلحة الملكية بالمخيم٬ تنفيذا لقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ووصف عدد من هؤلاء اللاجئين٬ الذين توافدوا أول أمس الأربعاء على المستشفى٬ العلاجات التي يتلقونها على يد الطواقم الطبية والتمريضية المغربية٬ بأنها "جيدة وممتازة"٬ مشيدين بالعناية التي توليها لهم هذه الطواقم. وعبروا٬ في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ على هامش الزيارة التفقدية التي قام بها، أول أمس الأربعاء، الجنرال دو كور دارمي عبد العزيز بناني المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية٬ للمستشفى٬ عن ارتياحهم لمستوى الخدمات التي يستفيدون منها٬ والفحوصات التي يخضعون لها والعلاجات التي يتلقونها٬ داخل مختلف القاعات والوحدات التي يتوفر عليها المستشفى. كما أعربوا عن امتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على هذه الالتفاتة الكريمة٬ التي من شأنها أن تساهم في التخفيف من معاناتهم بشكل ملموس٬ مؤكدين أنها خلفت الوقع الحسن في نفوسهم٬ خاصة أن المستشفى المغربي كان سباقا في تقديم خدماته لهم. ومنذ شروعه في مزاولة مهامه يوم الجمعة الماضي٬ يشهد المستشفى الميداني المغربي توافدا مكثفا للاجئين السوريين المقيمين بمخيم "الزعتري"٬ إذ بلغ عدد الخدمات الطبية التي قدمها إلى غاية يوم الثلاثاء المنصرم٬ 1200 خدمة. وقال رئيس المستشفى البروفيسور مولاي الحسن الطاهري٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ إن عدد الفحوصات التي أجرتها طواقم المستشفى إلى غاية أول أمس الأربعاء بلغ 826 فحصا٬ مضيفا أن ثلثي مراجعي المستشفى هم من الأطفال والنساء ب 330 و227 حالة على التوالي٬ يليهم الرجال ب 269 حالة. وأضاف أنه جرى إجراء أربع عمليات جراحية إلى حد الآن٬ مشيرا إلى أن أغلب الحالات التي تفد على المستشفى تعاني صدمات نفسية والإجهاد وأمراض الربو والجلد. يذكر أن المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي بمخيم "الزعتري"٬ الذي يقدم خدماته في 20 تخصصا٬ يتكون من قاعات للمستعجلات وللعلاجات الأولية٬ وغرفا لمختلف الفحوصات الطبية، ومختبرا لإجراء الفحوصات٬ بما فيها الفحوصات بالأشعة٬ فضلا عن سيارتي إسعاف مجهزتين بكل ما يلزم من معدات. أما الطاقم الطبي للمستشفى٬ فيتكون من 75 إطارا٬ موزعين على 28 طبيبا، و26 ممرضا متخصصا، وكذا 32 إطارا متخصصا في الصيانة الطبية. ويتميز هذا المستشفى٬ الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 60 سريرا قابلة للرفع٬ بتأمينه للجانب المتعلق باليقظة الصحية٬ إذ توجد به خلية متكونة من طاقم مختص في علم الأوبئة والصحة العمومية والطب الجماعي٬ بالإضافة إلى أطباء مختصين في الطوارئ والمستعجلات. وتجدر الإشارة إلى أن المساعدات المغربية الموجهة لفائدة اللاجئين السوريين بالأردن٬ تتضمن٬ إلى جانب هذا المستشفى٬ دعما يتكون من 115 طنا من المواد الغذائية الأساسية٬ منها 55 طنا من الأرز والحليب المجفف المخصص للأطفال.(و م ع)