ضاعفت التكلفة المالية لإنتاج لبرامج رمضان في القناتين "الأولى" و"الثانية"، التي أكد مصطفى الخلفي وزير الاتصال، أنها تبلغ 7 ملايير و300 مليون سنتيم، من امتعاض المغاربة واستيائهم، معتبرين أن تلك الأعمال لا تعكس هذه الميزانية الضخمة. وكشف وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، أن قناة "الأولى" أنفقت على برامج رمضان ما مجموعه 36 مليون درهم، مقابل 46 مليون درهم في السنة الماضية. وأوضح الوزير، أول أمس الاثنين، في رده على سؤال شفوي بمجلس النواب، حول تدني مستوى الإنتاج التلفزيونية خلال شهر رمضان، أن الإنتاجات التي تعرض في فترة الذروة، بلغت قيمتها 19 مليونا و800 ألف درهم، مشيرا إلى أن "النهوض بجودة الإعلام العمومي مسؤولية جماعية، تتحمل فيه الحكومة المسؤولية الأكبر". وأضاف الخلفي أنه، خلافا لما جرى تداوله إعلاميا، كلف الإنتاج الرمضاني في "دوزيم" ما مجموعه 37 مليون درهم. ولم تستطع بعض الأرقام الإيجابية، التي سجلتها مؤسسة "ماروك ميتري" حول نسب المشاهد، أن تقنع نشطاء "الفايسبوك" أو بعض النقاد بجودة الأعمال المعروضة على الشاشة الصغيرة. ففي الوقت الذي استهزأت مجموعات على الموقع الاجتماعي "فايسبوك" من الأعمال المعروضة في رمضان، على القناتين الأولى والثانية، معتبرين أنها لا ترقى إلى مستوى ما يقدم في باقي الفضائيات العربية المنافسة، لم يخف حسن نرايس، الناقد الفني، في تصريح ل"المغربية"، امتعاضه من كل ما يقدم على الشاشة الرمضانية، قائلا إن "الأعمال الدرامية لهذه السنة رديئة إلى حد التفاهة"، وأضاف أنه لم ينتظر أفضل مما قُدم، إذ "اعتاد التلفزيون المغربي مخالفة وعوده بتقديم الأفضل والأجمل، والتعامل مع شركات إنتاج أجنبية، لكن سرعان ما تعود حليمة إلى عادتها، إذ يصر على برمجة إنتاجات عنوانها السرعة وعدم الوضوح، واعتماد الوجوه والأسماء نفسها". وعزا نرايس إقبال الجمهور المغربي على الإنتاج الدرامي الرمضاني، الذي تعكسه أرقام "ماروك ميتري"، إلى "الدافع العقائدي، وتزامن تلك الأعمال مع موعد الإفطار"، واصفا تلك الأرقام بمجرد "رماد في العين". من جانبه، يرى الناقد الفني أحمد سيجلماسي، أن "المشكل، الذي مازال يعوق تقدم الدراما المغربية يتجلى أساسا في المضامين والنصوص والحوارات وطرق الإخراج". وأضاف سيجلماسي، في تصريح ل"المغربية"، أن برمجة رمضان لهذه السنة فيها الغث والسمين، والقديم والجديد، والممتع وغير الممتع، قائلا "بما أن أذواق المشاهدين مختلفة ومتباينة، فكل مشاهد يبحث عما يمتعه ويتماشى مع ذوقه واهتماماته ومستواه الثقافي، وهناك مجهود لا يمكن إنكاره، لكن من الضروري إعادة النظر في سياسة التلفزيون الإنتاجية".