قررت مؤسسة "ماروك ميتري"، المختصة في قياس نسب المشاهدة في التلفزيون المغربي، حجب الإحصائيات الرسمية حول نسب مشاهدة البرامج الرمضانية في الأيام الأولى من الشهر الفضيلو من المعلوم أن المؤسسة المذكورة قدمت النتائج المتعلقة بنسب مشاهدة القناتين "الأولى" و"الثانية"، بأشكال دورية على امتداد شهر رمضان خلال السنة الماضية. وأكد مسؤول من المؤسسة في حديث ل"المغربية"، أنها لن تقدم أية إحصائيات، إلا عند انتهاء شهر رمضان الجاري أو خلال الأيام الأخيرة من هذا الشهر، معللا ذلك بعدم تمكن المؤسسة من حصر نسب المشاهدة في فترة وجيزة. وعللت مصادر مطلعة، تخلف "ماروك ميتري" عن تقديم نسب المشاهدة، بوجود اتفاق مسبق مع التلفزيون المغربي، على أن تحجب الإحصائيات الرسمية، في محاولة من القناتين للحفاظ على المعلنين، والحد من هجرتهم إلى فضائيات عربية، في ضوء الحديث عن نسبة متابعة متدنية بالمقارنة مع السنوات الماضية، واستمرار الحملات الإعلامية المنتقدة للإنتاجات المبرمجة في هذا الشهر. وفي السياق ذاته، أكدت مصادر من "دوزيم" أن العائدات الإشهارية في هذا الشهر الفضيل، تراجعت بشكل كبير، ما يعمق من الأزمة المالية التي تشهدها القناة الثانية، إذ أقفلت عائدات الإشهار في السنة الماضية على عجز قدر ب 20 في المائة، وهو الرقم الذي وصل إلى 34 في المائة في الشهور الأولى لهذه السنة، الأمر الذي فوت على قناة عين السبع تحقيق مداخيل حددت في 35 مليون درهم، حسب ما نشرته بعض التقارير. وأشارت المصادر إلى أن القناة الثانية تراهن على العائدات الإشهارية، التي ترتفع عادة في شهر رمضان، لسد الأزمة المالية التي تعيشها منذ عهد المدير العام السابق مصطفى بنعلي. وراهن التلفزيون المغربي في برمجته الرمضانية، على التركيز ودعم المنتوج المحلي لجلب أعلى نسبة من المستشهرين، إذ خصص الحيز الأكبر من البث في شهر رمضان للإنتاجات الوطنية في إطار ما أضحى يسمى ب"تشجيع الإنتاج المحلي"، إلا أن العائق، في رأي العديد من المهتمين والنقاد، يكمن في غياب معايير الجودة والاقتراب من المشاهد المغربي بشكل جدي ومسؤول، هذا فضلا عن دخول قنوات فضائية عربية ومغاربية على خط المنافسة، وجذب المعلنين الخواص، إذ أصبحت بعض الفضائيات العربية تستقطب المستشهرين، كما هو الحال بالنسبة إلى مجموعة قنوات "إم بي سي" وقنوات "روتانا" المتخصصة التي أصبحت رائدة في تقديم الإعلانات التجارية المغربية. ويرى مراقبون آخرون أن هذه الكثافة الدرامية سيئة جدا، ولا تناسب التطور المنطقي للأشياء، حيث إن المتفرج يعيش سنة فارغة دون إنتاج ملحوظ، وفجأة يجد نفسه أمام إنتاجات درامية هائلة، ترمى في وجهه دفعة واحدة، خلال شهر واحد، وهو وضع مربك ومقلق بالنسبة إلى المشاهدين. وبدوره يؤكد بعض الأخصائيين الاجتماعيين، أن هذه الكثافة الدرامية تدل على ضعف الحس النقدي عند الجمهور، والميل إلى التسلية على حساب الإنتاج، كما أنها مؤشر سوسيولوجي على نمو ثقافة استهلاكية بالموازاة مع ارتفاع منسوب البطالة في المجتمع. وأكد بعض المتتبعين أن غياب الإحصائيات الرسمية، المقدمة من مؤسسات متخصصة، لا يعني شيئا للجمهور، خاصة بعد أن أعلن هذا الأخير رفضه التام وامتعاضه مما يقدم على التلفزيون المغربي، سواء من خلال التقارير الصحافية التي عرضت على شاشات التلفزيون، بما فيه التقرير الذي بثته قناة "الجزيرة"، الفضائية القطرية، وكشف بشكل واضح المستوى الرديء للأعمال الرمضانية هذه السنة، أو من خلال آراء المواطنين، عبر منتديات الدردشة الإلكترونية وموقع "الفايس بوك" الذي أنشئت فيه مجموعة تقف ضد الإنتاجات الوطنية الرديئة المقدمة في رمضان، وقالت المجموعة إنها لم تعد تستطيع تحمل "تفاهات سعيد الناصري وتكراراته"، وتطالبه بالتوقف عن تعذيب الجمهور المغربي. الجدير بالذكر أنه مؤسسة "ماروك ميتري" واحدة من فروع الشركة الفرنسية "سيوميد" المتخصصة في قياس نسب المشاهدة في العديد من القنوات العالمية، وحصلت على حق القيام بهذه الخدمة في المغرب بعد اتفاقية شراكة عقدتها مع مجموعة من القطاعات المتدخلة في الإعلام السمعي البصري في المغرب من بينها وزارة الاتصال، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، وشركة "صورياد دوزيم"، وينتظر أن تعلن قريبا عن الشروع في خدمة قياس نسب الاستماع المتعلقة بالمحطات الإذاعية العمومية والخاصة.