أكد البشير الدخيل، العضو المؤسس سابقا لجبهة البوليساريو، أن المبعوث الأممي، كريستوفر روس، حقق "فشلا ذريعا في مهمته". وأضاف الدخيل، في اتصال أجرته معه "المغربية"، أمس الأربعاء، أن روس قضى فترة أطول من سابقه جيمس بيكر، الذي انتهى به المطاف إلى تقديم استقالته، موضحا أن روس ضيع الوقت كثيرا في المفاوضات غير المباشرة، وأفرغ جهد منظمة الأممالمتحدة في تتبع مسائل شكلية، فيما أهمل جوهر قرارات مجلس الأمن، الداعية إلى إجراء مفاوضات مباشرة بين أطراف النزاع في الصحراء، من أجل حل سياسي تفاوضي لإنهاء النزاع. وقال الدخيل إن "الغريب في الأمر، هو أن روس ألقى بنفسه في كفة دعم أحد أطراف النزاع، دون مراعاة المسؤولية، التي يتحملها والتي تقتضي التزامه بالحياد الكامل، كما أن سعيه إلى إدخال تعديلات على دور بعثة المينورسو التابعة للأمم المتحدة في الصحراء، مسألة خطيرة جدا، لأنها تمس بسيادة المغرب". وأوضح الناشط الصحراوي، الذي يعتبر من أوائل المؤسسين لجبهة البوليساريو، أن تقرير الأمين العام الأخير حول الصحراء تضمن "مغالطات خطيرة، وانطلق من تقارير روس، التي تعاملت بحيف كبير مع المغرب"، مضيفا أنه، في الوقت الذي أراد روس تمديد صلاحيات بعثة المينورسو فوق تراب المملكة المغربية، لتشمل الاطلاع بأوضاع حقوق الإنسان، تجاهل كليا الخروقات، التي ترتكبها ميليشيات البوليساريو ضد الصحراويين في المخيمات. وختم الدخيل تصريحه بالقول إن "روس استنفد صلاحياته، وتجاوز اختصاصاته، وعليه أن يتحلى بالشجاعة الكاملة لتقديم استقالته، كما فعل سابقه جيمس بيكر". للإشارة، فإن البشير الدخيل سبق أن اعتبر في تصريح ل"المغربية"، قبل سنة، أن "التفاوض مع البوليساريو تحت إشراف روس مضيعة للوقت". من جهة أخرى، نشر موقع "ألجيريا تايمز"، الأسبوع الماضي، تقريرا عن دور مشبوه للاستخبارات الجزائرية في فبركة الأرضية، التي أعدها كريستوفر روس في تقريره، الذي بنى عليه الأمين العام، بان كي مون، تقريره الأخير، وكشف المصدر أن روس، الذي قضى سنوات في الجزائر، يتحمل مسؤولية ما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، إذ يتهم المغرب ب"التجسس على موظفي الأممالمتحدة، ويطالب بتوسيع صلاحياتها لتشمل مراقبة حقوق الإنسان"، وهو ما أفقد روس ثقة المغرب بصفته "الوسيط المحايد" في نزاع معقد، بالإضافة إلى اعتزام روس دعوة أعضاء مجلس الأمن إلى زيارة الصحراء، ولا مبالاته بانتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، الواقعة تحت سيطرة البوليساريو، وأيضا، تجاهله الكلي لمطلب المغرب والأسرة الدولية، بإجراء إحصاء لسكان المخيمات.