أورد مراسل وكالة "إيفي" الإسبانية، اليوم من الجزائر، خبرا مفاده أن جولة جديدة من المباحثات المباشرة ستجري بين المغرب وجبهة البوليساريو، ما بين الثالث والخامس من الشهر المقبل، بمدينة نيويورك الأميركية. واستندت الوكالة إلى تصريحات أدلى بها في الجزائر محمد خداد، منسق جبهة البوليساريو مع بعثة "المينورسو" المشرفة على تنفيذ وقف إطلاق النار المبرم عام 1991 بين المغرب والجبهة المنادية باستقلال الصحراء عنه. وقالت "إيفي" نقلا عن خداد، أن الجبهة طلبت من المبعوث الأممي، كريستوفر روس، الذي أنهى زيارته لمخيمات تندوف، أن يبذل مساعيه وجهوده من أجل"تقليص" أجواء التوتر القائمة بين طرفي النزاع، وأنها أثارت انتباهه إلى ما وصفته "وضعية حقوق الإنسان" في المحافظات الصحراوية المشمولة بالسيادة المغربية. وأضاف نفس المصدر أن، خداد طلب من "روس" الاهتمام بقضية الصحراويين الذين خرجوا أخيرا في عدد من مدن محافظات الصحراء، مطالبين السلطات المغربية الاعتناء بوضعيتهم الاجتماعية وتحسين شروطها وذلك بإيجاد فرص العمل للشباب العاطلين. وتمنى القيادي في جبهة البوليساريو، أن تتوفر كل أسباب النجاح للجولة المقبلة من المباحثات مع المغرب، معربا عن الأمل في أن يتخلى المغرب عن ما يسميه خداد "إستراتيجية"عرقلة إيجاد حل للنزاع، مبرزا أن هدف الصحراويين، يكمن من وجهة نظره، في التوصل إلى حل يضمن لهم التعبير عن رأيهم بخصوص مستقبلهم وفق ما اسماه خداد "الطرق الديمقراطية" دون أن يستعمل عبارة استفتاء تقرير المصير، التي دأبت أدبيات جبهة البوليساريو على ترويجها منذ اندلاع نزاع الصحراء منتصف السبعينيات من القرن الماضي. يذكر أن روس، اجتمع في الجزائر يوم الاثنين الماض بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ظهر بعد المقابلة أمام الصحافيين، شبه متشائم من مسلسل التفاوض بين المغرب والبوليساريو، بالنظر إلى تباعد المواقف. ويلاحظ أن ممثل البوليساريو لدى بعثة "المينورسو" التابعة للأمم المتحدة، هو الذي أعلن موعد اجتماع نيويورك، قبل إنهاء روس جولته لدى دول المنطقة بينما يفترض أن يتم ذلك بعد أن يكمل مباحثاته في نواكشوط قبل أن يختم جولته بزيارة المغرب. وجرت العادة أن يعلن الوسيط الأممي عن نتائج جولته ومباحثاته في ختام لقاءاته مع المسؤولين في الدول المعنية. ما يعني أنه يحمل في حقيبته اقتراحا ابلغه للجهات التي تباحث معها وبالتالي، فستكون ملزمة بتنفيذه بناء على خطته. ولا يستبعد أن يحس المغرب بانزعاج ما من تسريب خبر موعد جولة التفاوض المقبلة مع البوليساريو، وتمنى أن يسمع الموعد المقترح للمباحثات، من الوسط ألأممي "روس"مباشرة وليس عبر وسائل إعلام جبهة "البوليساريو". ويتساءل المراقبون عن فرص نجاح المباحثات في ظل أجواء التوتر السائدة حاليا بين المغرب والجزائر وهي الداعمة لجبهة البوليساريو، فقد حملها المغرب رسميا مسؤولية سلامة مصطفى ولد سلمة، المنتفش العام السابق لشرطة البوليساريو الذي يبدو أن هذه الأخيرة ما زالت تحتجزه خلافا لما سبق أن أعلنته من أنها أطلقت سراحه وطلبت منه مغادرة المخيمات.