يبدو أن قطار المدرب رشيد الطاوسي وصل محطته الأخيرة مع فريق المغرب الفاسي، بدليل أن "سبع أيام ديال الباكور" كما يقول المثل، بينه وبين مسيري الماص انتهت، وأصبحت الانتقادات تحتل مكان عبارات المدح، التي تهاطلت على المدرب في وقت سابق. لماذا تغيرت الأمور بين عشية وضحاها؟ وهل يستعد الطاوسي لمغادرة العاصمة العلمية، خصوصا بعد أن طرق الفريق العسكري بابه؟ وهل انتهى زمن تألق الفريق الأصفر؟ كلها أسئلة نقلناها للإطار المغربي، الذي فتح قلبه كالعادة ورد دون أدنى تردد. رغم اعترافك بتحمل مسؤولية هزيمة المغرب الفاسي أمام الزمالك، تعالت بعض الأصوات من داخل المكتب المسير تنتقدك في الآونة الأخيرة؟ - أود أن أشير إلى أنه ليس لدي أدنى مشكل مع أي كان، علما أنه على الصعيد التقني حرصت على وضع حد للتدخلات، وحصنت فريقي من الأشخاص الذين كانوا سابقا يشوشون على العمل التقني للأطر. لدي عقد مع رئيس الفريق ولا أسمح لأي شخص أن يتدخل في أموري التقنية. كرة القدم فيها الربح والخسارة، وسبق أن صرحت، خلال الندوة الصحفية، التي أعقبت مباراة الزمالك، أنني أتحمل مسؤولية الهزيمة، وعلى الطرف الآخر أن يتحمل مسؤولية كلامه. أستغرب لأناس ركبوا على حدث النجاح وصعدوا منصة التتويج من أجل استلام الميداليات ورفع الكؤوس، ينقلبون عند الخسارة. هناك من أرجع سبب الهزيمة إلى انشغال المدرب بإنجاز الفيلم الثاني، ثم كيف يعقل لفريق تنتظره مواجهة صعبة أن يحضر حفلا موسيقيا؟ - بالنسبة للشق الأول من السؤال، الأشخاص الذين أثاروا موضوع الفيلم تحدثوا من باب الغيرة والحسد، لأنهم ببساطة لم يكن لهم دور أساسي في الفيلم، ولم يحصلوا على أدنى فرصة للمشاركة فيه. لو كان هناك تأثير لما كسبنا ثلاث كؤوس عند تصوير الفيلم الأول. أما بخصوص الحفل الموسيقي، احتراما لمجموعة أناسي، التي تدعم الفريق، حضر اللاعبون لمدة 10 دقائق ثم انصرفوا، الشيء نفسه قامت به بعض عناصر فريق الزمالك المصري. هل صحيح أنك دخلت في مفاوضات مع مسؤولي الجيش الملكي؟ - هناك فرق عديدة ترغب في التعاقد معي، أولها فريق المغرب الفاسي الذي جلس معي مسؤولوه لمناقشة موضوع تجديد العقد. بدوري أطرح تساؤلا مشروعا مفاده أن فريق المغرب الفاسي دخل في مفاوضات مع خوسي روماو، وعز الدين أيت جودي. أظن أننا حققنا الكثير من الإنجازات بقليل من الإمكانيات. في وقت معين يصل الإنسان إلى خط النهاية عندما ينتهي صبره، خصوصا أننا ضقنا ذرعا ببعض الأمور. لا يمكن تحمل المزيد، لأن ذلك يحدث على حساب صحتنا، وعلى حساب عائلاتنا. البعض ربط مسألة تراجع مستوى الفريق بانشغالك بالتفاوض مع فريق الجيش الملكي، وربما كان ذلك سببا في انسحاب فتحي جمال من تدريب الفريق العسكري؟ - الجيش الملكي فريق كبير وناضج ومسؤولوه أشخاص من مستوى عال، يقدرون المسؤولية ويحترمون الطرف الآخر. من جهة أخرى، لدي علاقة طيبة مع فتحي جمال وباقي الأطر المغربية، والدليل على ذلك اتصالهم بي قبل وبعد مباراة الزمالك المصري. لطالما شبهت الماص ب"بارصا" العرب، هل سيرحل الطاوسي كما رحل غوارديولا؟ - أولا حظوظنا ما زالت قائمة بخصوص منافسات دوري أبطال إفريقيا، وتنتظرنا جولة ثانية بالقاهرة، ولم لا تكرار تجربة فريق الرجاء البيضاوي، الذي تعثر بميدانه بهدفين دون رد، لكنه فاز بثلاثية في القاهرة، وبالتالي كسب ورقة التأهل إلى الدور الموالي. بالفعل، غادر غوارديولا فريق البارصا بعدما أحس أنه فاز بكل شيء، وربما سار عدد من مسيري الفريق الكطالوني في الاتجاه نفسه. بالنسبة لي، ما تزال شهيتي مفتوحة لحصد المزيد من الألقاب، وطموحاتي تظل كبيرة جدا.