مازالت هزيمة فريق المغرب الفاسي أمام الزمالك المصري بهدفين لصفر، ضمن ذهاب الدور الثاني لعصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، تثير نقاشا ساخنا داخل الفريق الفاسي، بين مستغرب لها وساخط على الطريقة التي خاض بها المدرب رشيد الطوسي المباراة. أول أمس خرج عبد الحق لمراكشي نائب رئيس فريق المغرب الفاسي، لينتقد المدرب الطوسي ويفتح النار على اختياراته في المباراة، وينتقد كذلك احترامه الزائد لفريق الزمالك، ثم دفعه باللاعبين المهدي الباسل وعبد المولى برابح في المباراة، وهما اللذين يفتقدان التنافسية وسبق للمكتب المسير أن عاقبهما بغرامات مالية كبيرة بسبب ما أسماه عدم انضباطهما، ثم انتقد إقدام المدرب الطوسي على تصوير فيلم جديد لفائدة إحدى شركات الإنتاج يرصد مسار الفريق الفاسي. إذا كانت الهزيمة في كرة القدم واردة، فإن النقاش حول مسبباتها أمر ضروري ويخدم اللعبة، لكن المفروض في أي نقاش أن يكون بشكل دائم، وأن يسعى أعضاء أي مكتب مسير كل من زاوية عمله إلى وضع النقاط على الحروف في الوقت المناسب، وفي لحظات الانتصار وليس فقط، عندما تأتي نتيجة سلبية، فهنا يتحول المسير إلى مشجع متعصب تحركه النتيجة فقط، وليس رؤيته لما يجب أن يكون عليه الفريق. ما قاله المراكشي فيه جزء من الصواب، وقد اعترف الطوسي بأخطائه في الندوة الصحفية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بحدة هو لماذا قبل المراكشي وهو نائب للرئيس، أن يصمت طيلة هذه المدة، وأن لا يقول بأعلى صوت إن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح، وأن تصوير فيلم جديد حول «الماص» من شأنه أن يشتت تركيز المدرب واللاعبين، وأن الفريق سيؤدي ثمن ذلك غاليا، ولماذا لم يقلب الطاولة على رئيس الفريق ويقول اللهم إن هذا منكر، وإن الكثير من الأشياء تتم دون علمنا. ولماذا أيضا قبل بعض أعضاء المكتب المسير أن يحملوا المدرب مسؤولية الهزيمة، علما أن مسؤولي الفريق لايوفرون المستحقات المالية للاعبين بشكل منتظم، وظلوا في كثير من المرات ينتظرون التوصل بها، أليس المكتب المسير مسؤولا بدوره، ثم لماذا لم يدق أي أحد ناقوس الخطر، بعدما لم يحقق الفريق أي فوز طيلة ست مباريات في البطولة. صحيح أن هزيمة «الماص» كانت مفاجئة، لكن المسؤول عنها هم أعضاء المكتب المسير الذين يكتفون بالصمت ولا يحركون ساكنا حتى والفريق ظل يسير في الاتجاه الخطأ. ومع ذلك فبمقدور «الماص» إذا تدارك أخطاءه أن ينتزع التأهل من قلب القاهرة.