بعد تجربة قصيرة بالخليج، دخل المهاجم العلاوي بوابة الإحتراف الأوروبي انطلاقا من هذا الموسم بعد أن وقع لنادي غانغان الفرنسي من الدرجة الثانية وكله آمال أن يقوي ملكاته وإمكانياته وهو الذي تتوفر جعبته على العديد من المواهب بحاجة فقط إلى صقلها، حيث هو الهاجس الذي يراوده من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف، وهو ما يؤكده في هذا الحوار إلى جانب مواضيع أخرى. مصطفى العلاوي: كل شيء مر بشكل جيد وانسجمت بسرعة مع الأجواء، الكل هنا رهن إشارتك لأن من أولويات النادي هو وضع سبل الراحة للاعبين الذين فقط عليهم الإهتمام بعملهم داخل الملعب ومسؤولياتهم التقنية.. لن أنسى الإستقبال الذي خصه لي رئىس الفريق وكذا الدعم الذي وجدته من المدرب فيكتور زفونكا واستقبال الجماهير، أقول أني محظوظ كوني لاعب كرة. مصطفى العلاوي: البعد عن العائلة وأيضا أحوال الطقس بحكم برودته، أما الباقي فلم أجد فيه أدنى صعوبة، خاصة مع الدعم الذي وجدته كما أكدت لك، سواء تعلق الأمر باللغة أو الأجواء المحيطة، كما أن رئيس الفريق أو المدرب كلما اعترضتني مشاكل إلا وجدوا لها الحل، ما جعلني أركز أكثر على وظيفتي كلاعب. مصطفى العلاوي: فعلا لم أتعود الإبتعاد عن زوجتي وإبنتي ، حيث أن دفئ العائلة هو ما ينقصني حاليا، وبغض النظر عن عائلتي الصغيرة فإني نسجت علاقات جيدة مع اللاعبين وكذا جماهير الفريق. مصطفى العلاوي: قبل أن أجيبك عن سؤالك أغتنم هذه الفرصة لأقدم جزيل الشكر لجميع مسؤولي فريق الجيش الملكي لأنهم ساندوني كثيرا خلال المفاوضات قبل الإنتقال إلى غانغان، بل حتى بعد الإنتقال لم يبخلوا علي بالنصائح.. مسؤولو الجيش كانوا متفهمين لوضعيتي ولم يقفلوا في وجهي أي عرض في مستوى تطلعاتي كفيل بتحسين وضعيتي.. أما بخصوص الإنتقال فكانت هناك مجموعة من العروض كسوشو وغرونوبل والأهلي السعودي والعربي القطري والزمالك المصري، إذ كانت أمامي مجموعة من الإختيارات قبل أن يقع اختياري على عرض غانغان لأنه الأفضل. مصطفى العلاوي: الإستقرار المادي والإجتماعي، هذه هي أول الأشياء التي شعرت بها، وهي من بين المسائل الهامة في مسار اللاعب، برأيي أن أي لاعب عليه أن يجتهد ويكد ويثابر لضمان مستقبله ما دام أن عمره الرياضي قصير، فرغم أني لعبت في أحد أكبر الأندية المغربية أي مع المغرب الفاسي والجيش الملكي فدائما ما كنت أمني النفس وأحلم بدخول تجربة احترافية بأوروبا. مصطفى العلاوي: غانغان بالنسبة لي فريق مناسب لإمكانياتي التقنية وهو من الأندية المشهود لها بتفريخ النجوم، حيث حمل ألوانها العديد من النجوم العالميين ويكفي ذكر النجم الإيڤواري ديديي دروغبا لاعب تشيلسي وزميله في الفريق مالودا اللذان مرا من هنا، وهو ما يؤكد علي قيمة هذا الفريق، ليس هنا ما يمنعني لإقتفاء آثارهما مع أن هناك شك في نجاح وانسجام اللاعبين الأفارقة، لكن عندما تصل إلى هذا النادي فإنك تشعر أن بلوغ المجد قريب، لذلك لدي شعور أني سأحقق أهدافي. مصطفى العلاوي: أعتقد أن أي مرحلة تكمل الأخرى، في المغرب الفاسي مثلا تعلمت أبجديات الكرة تحت إشراف مؤطرين جيدين، ومع الجيش تعلمت العديد من الأشياء، إكتسبت ثقافة الفوز والهزيمة والإصرار.. مسؤولو الفريق العسكري يعرفون جيدا كرة القدم وهو ما جعل الفريق يكون من أفضل الأندية الإفريقية والعربية، لذلك لم أكن لأجد أفضل من هذين المدرستين لأصقل مواهبي. مصطفى العلاوي: هنا نعطي أهمية قصوى لحياتنا داخل أو خارج الملعب رغم أني في الواقع تعلمت هذه الأشياء مع الجيش، برنامج صارم على مستوى الأكل موازية مع التداريب طبعا.. الكرة الفرنسية تعتمد كثير على اللياقة البدنية، لذلك يجب بذل مجهود كبير في التمارين.. على المستوى التقني أيضا نتعلم العديد من الأشياء وهنا أتذكر أيضا ما تعلمته من المدربين محمد فاخر والزاكي بادو، صحيح أن هناك اختلاف، لكن يجب الإعتراف أنه من دون تجربتي بالماص والجيش فلم أكن لأصل هنا. مصطفى العلاوي: في كل شيء.. أعتقد أني تحررت أكثر نفسيا وأصبحت أكثر تطلعا وطموحا، ما دفعني إلى مضاعفة الإجتهاد أكثر، مع الأسف أن الإصابات غيبتني نوعا ما، وسأترك لكم الحكم بعد عودتي إلى مستواي. مصطفى العلاوي: وكيل أعمالي كان له اتصال مع أحد تقنيي فريق هوفنهايم الألماني لمتابعتي، كما لديه اتصالات ببعض الأندية الفرنسية من الدرجة الأولى.. لقد قررت أن أؤجل كل هذه العروض إلى نهاية الموسم لأن الأهم بالنسبة لي هو التركيز على مستواي مع الفريق وبعد ذلك سنرى. مصطفى العلاوي: طبعا، وأنا جد حزين لمسار الفريق الذي لا يستحق كل ما يحصل له من نتائج وترتيب، لكن ثق بي أن الفريق العسكري قادر على العودة إلى توهجه، إنها فقط فترة فراغ موفقة والفريق هو بين أيادي لهم تجارب كفيلة لإعادته إلى سابق عهده. مصطفى العلاوي: لا أتفق بتاتا، إنه خطأ، الجيش فريق كبير بتاريخه وبصمته ومسؤوليه وجمهوره، ليس لاعبا أو لاعبين هما من يجعلا الجيش فريقا كبيرا، كما قلت إنها فترة فراغ سيمر منها الجيش، لمناصفي ووادوش وآخرون ليسوا أقل مستوى من اللاعبين الذين رحلوا. مصطفى العلاوي: أريد أن أؤكد هنا أن غيابي من المنافسة لا علاقة له بالجانب الرياضي كل ما في الأمر أني أصبت كثيرا منذ إلتحاقي بالفريق، كما أن تغير المناخ أيضا أثر على جسمي وتعرضت في العديد من المناسبات بنزلات برد وارتفاع الحرارة، المسؤولون والطاقم التقني يدعموني بشكل كبير ويبدون صبرا كبيرا معي لأنهم مقتنعون بعودتي ويعرفون أني لن أخذلهم. مصطفى العلاوي: في الواقع أنا مستاء للمستوى الذي بلغه المنتخب المغربي، الكل حزين للنتائج المسجلة لكنه منتخب كبير ولن يستسلم، والأكيد أنه قادر على الخروج من دوامة التراجع، لأن لديه الإمكانيات للعود إلى الواجهة. مصطفى العلاوي: سيكون من العبث أن نبحث عن الأسباب التي دفعت بنا إلى التراجع لم يعد من حقنا إهدار الوقت والعودة إلى الوراء، يجب التفكير في المستقبل بعين التفاؤل ، وأنا متأكد وكما قلت من أن الكرة المغربية ستعود إلى سابق عهدها. مصطفى العلاوي: أشكر الله أنه ومنذ أن وطأت قدماي نادي غانغان لم أتعرض لأي مشكل من هذا القبيل، كل شيء على ما يرام سواء مع الجمهور أو المسيرين أو اللاعبين أو الطاقم التقني، نحن نعتبر أنفسنا كأسرة داخل غانغان. مصطفى العلاوي: أقضي الكثير من الوقت بالبيت، حيث أتحدث مع زوجتي وإبنتي على الأنترنيت وأتابع البرامج على التلفاز أو المباريات وأطالع الصحف الرياضية وكذا على الأنترنيت كجريدة «المنتخب» مثلا (ضاحكا). مصطفى العلاوي: طبعا أعشق التنس والغولف كما أهوى أيضا القراءة والصيد. مصطفى العلاوي: إنها بادرة تستحق كل أنواع الإشادة والتشجيع، وهذا ليس غريبا على عبد السلام وادو أو اللاعبين المغاربة الذين دائما ما يقومون بمثل هذه المبادرات الجيدة في سبيل إعطاء الصورة الطيبة عن الكرة المغربية. مصطفى العلاوي: حاليا هو نادي غانغان، من يدري قد يكون فريقي المفضل مستقبلا هو بوردو. مصطفى العلاوي: شقيقي بوجمعة الذي كان بالنسبة لي القدوة والمثال في جميع الأمور. مصطفى العلاوي: كل مدرب إلا وترك بصمة في مشواري، في الصغر كان المدرب الرحماني، كما تعلمت الكثير من الزاكي بادو، فيما محمد فاخر فقد أثر في كثيرا ومعه أصبحت أكثر ثقة.