بينما يتساءل الكثيرون عن الأمور التي ستفيد فيها الأمطار التي تتهاطل هذه الأيام، رفض محمد بلعوشي، من مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، الحديث عن سنة جافة وقال إن مصطلح "الجفاف" غير دقيق، باعتبار أن الجفاف أنواع مختلفة (جفاف فلاحي، وجفاف هيدرولوجي، وجفاف مناخي). وفي حالة الموسم الذي نحن بصدده، حصل تأخر وخصاص في كمية التساقطات المطرية، إلا أن موسم المطر، الذي يبتدئ عادة في شهر شتنبر ويمتد إلى شهر يونيو، لم ينته بعد، ومن ثمة هناك احتمال لتساقط الأمطار طيلة الفترة المتبقية من الموسم المطري، وبالتالي لن يكون هناك مجال للحديث عن موسم جاف. والثابت هو أن المغرب لا يشهد عادة جفافا عاما وشاملا، لأن التساقطات المطرية في البلد تأتي من ثلاثة منافذ، وهذه السنة كان المنفذ من الشمال الشرقي، أي من القطب الشمالي عبر أوروبا الشرقية والوسطى، لهذا جاءت التساقطات على شكل ثلوج في أوروبا، ووصلت إلى المغرب على شكل تساقطات مطرية متأخرة وناقصة، مع موجات من البرد، في شهري يناير وفبراير. وهذه الحالة سبق أن شهدها المغرب لعدة مواسم في السنوات الأخيرة. مع بداية أبريل الجاري، حل الاضطراب الجوي الحالي، فتقلص العجز في المعدل السنوي للتساقطات، وتوفرت للفلاحين فرصة تقليص الخسائر بالمزروعات الربيعية، مثل الدرة، والحمص، وعباد الشمس، وكذا الفواكه، والبطيخ، بالإضافة إلى انتعاش المراعي. ويؤكد آخرون أنه حتى وإن لم تفد الأمطار المزروعات الخريفية، فإنها توفر على الأقل الماء، الذي يعتبر رأس مال البلاد والعباد.