الأسبوعان القادمان حاسمان بالنسبة لمصير الزراعات الخريفية أكد رئيس الاتحاد العام للفلاحين بالمغرب إبراهيم الحسناوي ان تطور حالة الطقس بالمملكة في غضون الأسبوعين القادمين ستكون حاسمة بالنسبة لمصير الزراعات الخريفية وفي مقدمتها زراعات الحبوب، واصفا وضع الموسم الفلاحي حاليا ب»الحساس». وقال الحسناوي، في تصريح صحفي، إن زراعة الحبوب انطلقت مبكرا هذا الموسم محفزة بالتساقطات المطرية الهامة التي شهدتها مختلف ربوع المملكة مع بداية شهر دجنبر الماضي، ولكن موجة البرد والصقيع التي أعقبتها أثرت سلبا على المناطق البورية بوجه خاص. وأضاف أن موجة الصقيع والبرد تلك التي تستمر حاليا في غالبية مناطق المغرب تشكل تهديدا لمراحل نمو النباتات بفعل جفاف التربة وغياب الرطوبة. وتوقعت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية استمرار موجة البرد التي تعرفها بعض المناطق بالمملكة حاليا طيلة الأسبوع الجاري. وقال محمد بلعوشي المسؤول بالمديرية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن المغرب يعرف حاليا انخفاضا ملموسا في درجات الحرارة ناتجا عن تمركز مرتفع الضغط الجوي الآصوري جوار المحيط الأطلسي، والذي يدفع بكل الاضطرابات المطرية وسط أوروبا تاركا الممر لكتل هوائية باردة وجافة تنساب إلى المملكة. وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري قد أعلنت قبل شهر أن الموسم الفلاحي الجاري يتواصل في ظروف جيدة، ويطبعه تحسن مختلف المؤشرات، خاصة مع تسجيل مجموع التساقطات المطرية، حتى الأسبوع الأول من دجنبر الماضي 137 ملمترا، بارتفاع نسبته 30 في المائة، مقارنة مع سنة عادية 105 ملمترات. وتميزت انطلاقة الموسم الفلاحي الحالي كذلك بتوزيع أفضل للتساقطات المطرية مقارنة بالموسم الماضي، وهو ما شجع الفلاحين على الانخراط في عملية الزرع المبكر التي تعتبر حاسمة في مستوى مردودية المزروعات من الحبوب. لكن استمرار موجة البرد وتأخر التساقطات ابتداء من النصف الثاني من شهر دجنبر الماضي رهن التوقعات المتفائلة وبدد تدريجيا موجة الارتياح الأولية التي أعقبتها حالة من «القلق» المستبدة بالفلاحين والمهتمين بالشأن الزراعي بالمغرب. وقد بلغ حجم المساحات المحروثة 4 ملايين هكتار، ضمنها 3 مليون هكتار مزروعة، وهو ما يعادل ارتفاعا بنسبة 28 بالمئة مقارنة مع الموسم الماضي، وبلغ حجم المبيعات من البذور حوالي مليون قنطار، في حين ناهزت المبيعات من أسمدة العمق 250 ألف قنطار.