فلاحون يترقبون السماء خوفا من موسم متعثر والمغاربة يصلون طلبا للمطر وسط أجوار التوتر والقلق الذي يستبد بالفلاحين المغاربة، جراء تأخر التساقطات المطرية، وانخفاض درجة الحرارة بشكل غير مسبوق، قلل محمد السعيدي مدير الكونفيدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كوديمار) من انعكاس ذلك على الموسم الفلاحي، خاصة بالنسبة للزراعة الخريفية. وقال السعيدي في تصريح لبيان اليوم إنه «لحد الآن ليس هناك ما يدعو إلى القلق بالنسبة لتأخر التساقطات المطرية « مشيرا إلى برودة الطقس التي عمت ربوع المملكة، ساهمت في عدم تبخر المياه وكان لها الانعكاس الإيجابي التربة، وقللت من حجم الخسائر، عكس ما كان سيكون عليه الأمر لو كانت درجة الحرارة مرتفعة مع تأخر التساقطات. وأوضح مدير الكونفيدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، أن جميع المؤشرات المتوفرة لحد الآن، هي مؤشرات إيجابية سواء تعلق الأمر بالمساحة المزروعة أو بكمية البذور التي تم تسويقها منذ بداية الموسم الفلاحي، الذي تميز بانطلاقة جيدة بالمقارنة مع السنة الماضية، بالإضافة إلى حجم التساقطات المهمة التي ميزت بداية الموسم، حيث تم تسجيل معدل وطني يصل إلى 140 مم وهو معدل مهم بالمقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وذكر محمد السعيدي أن الوضعية الفلاحية جراء توقف المطر منذ 5 دجنبر الماضي لا تدعو إلى القلق، وليس هناك ما يدعو إلى الخوف إلى حدود هذه اللحظة، مشيرا إلى أنه بالنسبة للحبوب الخريفية فالمساحة المزروعة إلى حدود شهر نونبر الماضي، هي في وضعية جيدة، خاصة في المناطق التي تهتم بإنتاج الحبوب كمنطقتي الغرب والشاوية. في المقابل يمكن أن تكون هناك مشاكل نسبية بالنسبة للمساحات التي تم زراعتها أواخر شهر نونبر وبداية شهر دجنبر، مشيرا إلى أن هذا التأثير السلبي على هذا النوع من المزروعات سيزداد كلما ازداد تأخر التساقطات المطرية. لكن على العموم، يقول محمد السعيدي، «لحد الآن ليس هناك تخوف بالنسبة للموسم الفلاحي، ولم ندخل بعد في مرحلة الكارثة، خاصة إذا تساقطات الأمطار، وهذا ما نتمناه، في الأسبوع المقبل. هذا الأمل الذي تحكم في رؤية محمد السعيدي للموسم الفلاحي، بدده محمد بلعوشي مدير التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، من الناحية المناخية، حيث أكد في تصريح لبيان اليوم نفس الطقس الذي ميز الأسبوع الحالي سيتمر على الأقل إلى غاية يوم الخميس المقبل. وقال بلعوشي « لن يكون هناك أي تغيير على مستوى حالة الطقس التي ستعرفها بلادنا خلال الأسبوع المقبل، حيث سيكون هناك برد قارص وجاف مع انخفاض ملموس في درجة الحرارة خاصة أثناء الليل». كما أن أجواء القلق والتوتر تسيطر على الفلاحين نتيجة التأخر الحاصل في التساقطات المطرية واستمرار انخفاض درجة الحرارة وانتشار موجات الصقيع التي تؤثر سلبا على الزراعات البورية على وجه الخصوص. ويتطلع المراقبون إلى حدوث انفراج في حالة الطقس خلال الأسابيع المقبلة، حتى لا تتفاقم الوضعية بالنسبة للموسم الفلاحي، خاصة بالنسبة للزراعات الخريفية بما فيها الحبوب التي انطلقت زراعتها في وقت مبكر بالتزامن مع التساقطات المهمة التي عرفها المغرب بداية الموسم، والتي كانت حافزا للرفع من إجمالي المساحات المزروعات، وأعطت الانطباع على أن الموسم الفلاحي سيكون جيدا بالمقارنة مع الموسمين الماضيين. لكن الحالة المناخية التي تعرفها بلادنا منذ أواخر شهر دجنبر الماضي، جعلت مختلف الفلاحين في حالة انتظار وترقب ما سيكون عليه الأمر خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وقد خرج المغاربة، في جو من الخشوع، أمس الجمعة في مختلف ربوع المملك لأداء صلاة الاستسقاء، والتضرع إلى الله تعالى بأن يسقي عباده وبهيمته وينشر رحمته ويحيي بلده الميت بأمطار الخير والنماء.