أنهت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء، مساء أول أمس الأربعاء، الاستماع للشهود في ملف الغش في نتائج امتحانات الباكالوريا لسنة 2011، التي شهدتها ثانوية تابعة لأكاديمية جهة الدارالبيضاء الكبرى، ويتابع فيه ثمانية أساتذة، بينهم معيد وامرأتان. وقررت الغرفة إعادة استدعاء اثنين من الشهود، اللذين تخلفا للمرة الثانية عن الحضور، ويتعلق الأمر بالتلميذ، أنس الحوف، ابن قاض سابق، موضوع دعوى التزوير، ووالدته، إلى جلسة 9 نونبر الجاري، من أجل مواصلة مناقشة القضية بالاستماع إلى مرافعات النيابة العامة والدفاع. في حين، رفضت جميع طلبات السراح المؤقت، التي تقدمت بها هيئة الدفاع عن المتهمين. وخلال الجلسة، التي دامت أزيد من ست ساعات (من 3 عصرا إلى 10 والنصف ليلا)، تمحورت أسئلة هيئة الحكم والدفاع حول عملية امتحان الباكالوريا لسنة 2011، والظروف التي صاحبتها. وأكدت المصححة، برادة حسناء (التي فجرت هذه القضية)، أن أجوبة التلميذ أنس "كانت غريبة، ولم تقف في مسارها المهني على مثل هذه الأجوبة، وتفوق المستوى المعهود عند التلاميذ، ولفت انتباهها طريقة التحرير والخط الجميل جدا، وخلصت إلى أن صاحبها، إما أنه يتمتع بذكاء خارق، أو يتعلق الأمر بعملية غش". وأضافت الشاهدة أنها عرضت هذه النتائج، مرفقة بملاحظتها، على رئيس التصحيح في ثانوية البارودي، الذي خلص إلى الاستنتاج نفسه، ورفعت هذه الملاحظات إلى الأكاديمية، التي أبدت الملاحظات نفسها، بعد مقارنة أوراق الامتحان الجهوي للتلميذ، إذ اتضح أن الأمر يتعلق بعملية غش، وأقرت المصححة أن التلميذ حصل على نقطة 17 على 20. من جهته، قال مدير ثانوية البارودي، مسرح واقعة التزوير، إن المدير السابق للثانوية حذره يوم تسلمه مقاليد إدارة الثانوية من الأستاذ رشيد الناصري، أحد المتابعين في الملف، دون تحديد نوع هذا التحذير، وذكر أن الأمور كانت عادية جدا خلال أيام الامتحان، ولم يلاحظ أي شيء غريب. وأوضح مدير معهد عفيفي الخاص، الذي كان يدرس به التلميذ أنس، أن الأخير سجل من قبل والده بالمعهد في يناير الماضي، وأنه جيء به من مؤسسة السلام، دون أن يحدد سبب ذلك التغيير، وأضاف أن المؤسسة تسجل التلاميذ على مدار السنة، ولا يرى في ذلك أي مشكل. من جانبه، قال الشاهد مصطفى أزيف "أعطيت فقط رؤوس أقلام عن الامتحان مكتوبة للأستاذ سعيد فلاك، أحد المتابعين في الملف، الذي قال إن أب التلميذ طلب منه كتابة نسخة عن الامتحان حتى يقارنها مع ما جاء في مسودة (الوساخ) ابنه. وقال الأستاذ سلاك، الذي حول إلى التحقيق في الجلسة الماضية بعد تطاوله على الهيئة القضائية، إذ حضر في حالة سراح كشاهد في الملف، إن أب المترشح طلب منه إنجاز بعض التمارين لابنه يوم الامتحان، فنبهه رئيس الهيئة إلى أنها أقوال مغايرة لما سبق التصريح به في محاضر الشرطة والتحقيق. وغير التلاميذ، الذين اجتازوا الامتحان بالقاعة 12، التي جرت فيها عملية الغش، إلى جانب التلميذ أنس بالمؤسسة التعليمية نفسها، أقوالهم خلال الاستماع لهم، مؤكدين أنهم لم يتعرفوا على الأستاذ، الذي دخل بعد قرع جرس انتهاء الامتحان عند الأستاذ المشرف على عملية الحراسة، لضبط الغياب، لكن الأخير نفى أن يكون شخص غريب دخل في هذه الساعة، مضيفا أن الأمر يتعلق بالحارس العام لهذه المؤسسة، ونفى الأخير بدوره أنه قام في اليوم الأخير بضبط عملية الغياب الروتينية، خلال أيام الامتحان الثلاثة، مشيرا إلى أن هذه العملية تجرى عادة في العشر دقائق الأولى، وليس بعد انتهاء الامتحان. ويتابع هؤلاء بتهم "الخداع في امتحان عمومي قصد تمكين أحد المرشحين من إحراز شهادة تسلمها الدولة، وإطلاع الغير على نص الامتحان، وموضوعه، وتسليمه قبل إجراء الامتحان، والارتشاء، والإرشاء".