أعلن وزير الشباب والرياضة، منصف بلخياط، مساء أول أمس الثلاثاء، بفضاء كاتدرائية "القلب المقدس" بالدارالبيضاء، عن الانطلاقة الرسمية لفعاليات المنافسات النهائية للجائزة الكبرى للشباب في دورتها الأولى، التي تختتم يوم 8 أكتوبر الجاري. من الأعمال المشاركة (خاص) وتتميز المنافسات النهائية، التي تنظم تحت شعار "نتوما وحنا المستقبل يجمعنا"، بمشاركة 700 من الشباب، يمثلون مختلف مناطق وأقاليم المغرب، في مجالات (المسرح والموسيقى والفنون التشكيلية والمقاولات واختراعات الشباب)، وتهدف إلى تشجيع ثقافة الفن والإبداع وترسيخها بين الشباب، ومد جسور التواصل بينهم. وتندرج المنافسات، التي تجري أطوارها بقاعة عبد الصمد الكنفاوي، وساحة كاتدرائية "القلب المقدس" بالدارالبيضاء، ضمن برنامج عمل وزارة الشباب والرياضة في مجال الأنشطة الموجهة للفئات العريضة من الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 17 و30 سنة. وفي هذا السياق، قال وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط إن الملتقى الأول للجائزة الكبرى للشباب، يرمي إلى الانفتاح على إبداعات الشباب في مختلف المجالات، وتشجيع ثقافة الإبداع لديهم، مشددا على أن الجائزة التي سيمنحها الملتقى تبقى رمزية وتشجيعية فقط، ما يعني أن المشاركين الذين لم يتوجوا في الملتقى ليسوا أقل شأنا من زملائهم وتبقى المشاركة هي الهدف الرئيسي لهذا الملتقى الشبابي. وأشار بلخياط إلى أن كل الشباب المشاركين سواء في المسابقات التأهيلية أو النهائية أثبتوا أنهم يمتلكون مؤهلات عالية تمكنهم من الخلق والإبداع في جميع المجالات، مشيرا إلى أنه بقليل من الدعم والجهد يمكن مساعدة هذه الكفاءات على خلق مقاولاتها الخاصة، والتميز في مختلف مجالات الإبداع. من جهته، أشاد عضو لجنة التحكيم، المخرج والناقد والباحث المسرحي المغربي، عبد المولى الزياتي، بمبادرة وزارة الشباب والرياضة، التي تهدف إلى دمج الشباب في جميع مجالات الإبداع، مشددا في حديث إلى"المغربية" على ضرورة خلق مثل هذه المبادرات من أجل الانفتاح على الشباب، وضخ دماء جديدة في الحياة الثقافية والفنية، التي تحتاج دائما إلى التطعيم والتجديد، والتركيز على ورشات التكوين للنهوض بمختلف الفنون، خصوصا المسرح، الذي أصبح يعاني أعراض الشيخوخة، وأصبح يتأرجح بين الحياة والموت، رغم محاولات الإصلاح وتقديم الدعم. وأبرز الزياتي أن معظم المشاركين في المهرجان، أبانوا عن كفاءاتهم وقدراتهم واستعدادهم لتحسين مستوى تجاربهم الفنية، والمساهمة في تطوير الفعل الثقافي، من خلال مشاريع عالمية وعربية ومغربية، كشفت عن مؤلفين وممثلين ومخرجين وتقنيين شباب، منوها بغنى الأعمال المشاركة، على مستوى النصوص المسرحية، التي تجسد طموحات الشباب الوجدانية والذاتية. أكد الزياتي أن هناك اجتهادات مهمة على مستوى الإخراج والسينوغرافيا، واكتشاف عالم المسرح ولعبته السحرية، وتوظيف الفضاءات المتعددة على الركح، لتحقيق الفرجة المسرحية ومخاطبة العقل والوجدان، والبحث في مختلف وسائل التعبير، التي أضفت على بعض الأعمال المشاركة حلة جديدة، عملت على إبراز طاقات وقدرات شابة بإمكانها المساهمة في تطوير المسرح ببلادنا. أما على مستوى التشخيص والتمثيل، فأكد الزياتي أن معظم الشباب تمكنوا من إبراز قدراتهم وطاقاتهم الهائلة، التي يجب استثمارها وتوظيفها على الوجه المطلوب، للنهوض بالمسرح المغربي، الذي أصبح في حاجة ملحة إلى ممثلين شباب يتطلعون إلى المعرفة والإبداع، مشيرا إلى أن طموح الشباب يبقى رهينا بالاستفادة من التجارب السابقة للرواد الأوائل لتحقيق الاستمرارية، واكتساب الخبرة والمهارة للنهوض بالفن المغربي. وفي ختام حديثه، قال الزياتي إن الجائزة تعتني بالتجارب الشابة في جميع الفنون، المسرح والموسيقى والرقص والفنون التشكيلية، وتساهم بدور كبير في تشجيع الشباب، ومنحهم فرصة للتعبير عن طريق الإبداع، لطرح همومهم ومشاغلهم وآلامهم وآمالهم وطموحاتهم وأحلامهم، بواسطة التعبير عن دواخلهم والكشف عن قدراتهم على أوسع نطاق. وتتميز المسابقات النهائية لهذه الجائزة، بتنظيم ورشات في الفنون التشكيلية، وموسيقى الشباب، والمقاولات واختراعات الشباب، والمسرح، ومعرض وطني لمنتوجات الأندية النسوية ومراكز حماية الطفولة. وتشهد المنافسات النهائية مشاركة فرق مسرحية تمثل 11 مدينة هي (الدارالبيضاء، والقنيطرة، وبن سليمان، وسطات، وتازة، وتارودانت، وإفران، والعيون، وبوعرفة، وطنجة، ومراكش)، فيما يتنافس في فئة الفنون التشكيلية 55 مشاركا يمثلون مختلف الحساسيات الفنية. كما يتبارى في فئة المقاولات 36 مشاركا يمثلون قطاعات الخدمات والتجارة والفلاحة والتربية، في حين تعرف فئة الابتكار مشاركة 10 مشاريع من بين 31 مشروعا شاركت في المسابقات الإقصائية، وتمثل مدن (الرباط، والدارالبيضاء، وسلا، وسطات، ومكناس)، بينما يشارك في صنف الموسيقى 15 فرقة من بين 350 فرقة شاركت في المنافسات الإقليمية، وتمثل مدن (العيون، وتارودانت، وقلعة السراغنة، وفاس، وتازة، والمحمدية، ومكناس، وبنسليمان، والناضور، وطاطا، وأزيلال، والعرائش، والرباط).