تنظم مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي، بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، الدورة الثانية لحوارات مباشرة، من 4 إلى 14 نونبر الجاري، بالرباط، وسلا، والدارالبيضاء. وأكد العربي الحارثي، مدير المشروع، والمنسق العام للمعهد الدولي للمسرح المتوسطي، أن هذه التظاهرة، التي اختارت لها هذه السنة، اسم "إقامات فنية"، تستضيف 20 فنانا من المغرب، وإسبانيا، إلى جانب أمريكا اللاتينية، رغبة في كسب تجارب أكثر، وفتح المجال أمام الاستفادة من أعمال مختلف المبدعين. وقال الحارثي في تصريح ل"المغربية"، "اخترنا لهذه الدورة موضوع الإبداع الملتزم، وعبر هذا الموضوع، نحاول تحسيس المبدعين الشباب بالالتزام بالقضايا الكبرى لبلدهم، فالفكرة الأساسية من تنظيم إقامات فنية، هو خلق فضاء، لكي لا يفكر الفنان فقط في نفسه، بل نحاول أن نشعره أن بلده في حاجة إليه، ويجب أن يقف على مختلف تطوراته والدفاع عن قضاياه. وتتميز بنية برنامج هذه التظاهرة الفنية، المنظمة في إطار البرنامج المعتمد لسنة 2010، بالتنوع، إذ نستضيف فنانين ينتمون إلى مختلف المشارب الفنية". ويسعى برنامج الدورة الثانية من حوارات مباشرة إلى فتح أبوابه في وجه الفنانين الشباب، الذين ينتمون إلى تخصصات مختلفة، مثل الموسيقى، وفن الفيديو، والإبداع، والأدب، والرقص، والكوميديا، والمسرح. وتنظم هذه الدورة تحت شعار التضامن وثقافة المشاركة، وتنبني محتوياتها على مضامين تدعو إلى التفكير الرزين والهادف والبناء. والغاية منها هي فتح المجال لمشاركة فعالة من قبل الشباب، من خلال حوارات حول قضايا تهمهم، بغض النظر عن انتمائهم إلى الشمال أو الجنوب، كما تشكل الدورة فضاء يسمح للفنانين الشباب بالتفكير والتصرف في إطار بعد فني. وتنطلق هذه الدورة من حوارات مباشرة من مبدأ راسخ، مفاده أن العلاقة المباشرة والتشاركية، أمست أمرا لا مناص منه لبناء مجتمعات ديمقراطية. كما أن هذه الحوارات تمكن من إنشاء مساحات الحوار حول قضايا تهم "الأنا" و"الآخر". وموازاة مع التفكير المشترك بخصوص إنشاء مشروع يتسم بالالتزام والتضامن، سيقوم 20 فنانا بالإشراف على تفعيل 22 ورشة فنية تتضمن ورشات للموسيقى، وفن الفيديو، والكتابة الإبداعية، والراب، والرقص، والمسرح، والرسوم المتحركة، وفن "الفانزين". تنظم هذه الورشات لفائدة الأطفال المنتمين لكل من مركز للا مريم لرعاية الأطفال المتخلى عنهم، وأطفال جمعية المستقبل، من أجل التربية والتأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة، وكذا لنزلاء سجن مدينة سلا، ولتلاميذ إعدادية بئر إنزران بحي يعقوب المنصور، وأيضا، طلبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، والمعهد العالي للفنون الدرامية، ومدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء. ويشتمل برنامج إقامات فنية، بتنظيم ورشات تكوينية وترفيهية، وندوة، وحفلات موسيقية لمجموعتي عثمان الخلوفي من المغرب، وكليماكولوريس من إسبانيا، بالرباط، وسلا، والبيضاء. ويتميز برنامج التظاهرة بتنظيم ورشة فن الفيديو، إذ سينظم الإسباني فيكتور ماسون، وبلال، ورشتين بالرباط، يومي 6 و9 نونبرالجاري. وستنظم ورشة فن المسرح للفنانين سلمى كروني، ومكارينا لوبيز الأركون، أيام 5، و8 و9 نونبر. وسينظم كل من عثمان الخلوفي، وخافي لوبيز فيوداد، ونسيم حداد، ورشة الموسيقى والإيقاعات أيام 6 و8 و12 بسلا، والرباط. وورشة الراب والرقص يومي 7 و11 نونبر، كما سيكون الجمهور على موعد مع ورشة الفنون التشكيلية بمشاركة شعيب شيور، وكريستيان بلانسكير، يومي 8 و10 نونبر الجاري. وسيختتم اللقاء بمائدة مستديرة، يديرها الفنانون والطلبة حول موضوع المجتمع المدني ومشاركة الشباب، يوم 12 نونبر، صباحا، بكلية الآداب بالرباط، كما سيجري إحياء حفل موسيقي يشارك فيه كل من مجموعة كاليمكولوريس، ومجموعة عثمان الخلوفي، يوم السبت 13 نونبرالجاري، بالمسرح الوطني محمد الخامس. يذكر أن مجموعة عثمان الخلوفي تستمد طاقتها الفنية من موسيقى الجاز والموسيقى التقليدية المغربية، ومن أنغام الريكي والفلكلور الشعبي. وبإدخالها إيقاعات جديدة، غدت لموسيقى مجموعة الخلوفي ألوانا فنية أخرى، وأصبح لفن الجاز لغة أخرى. بالنسبة لمجموعة كاليماكولوريس، فإنها بدأت مسارها الفني سنة 2004، وتمكنت بفضل إنجازاتها أن تحصل على جائزة غرامي لاتينز. وتتألف الفرقة من موسيقيين من جنسيات مختلفة، ما ساهم في إثراء تجربتها الفنية بإيقاعات مختلفة. يشار إلى أن الدورة الأولى من حوارات مباشرة نظمت بإسبانيا بمشاركة 20 فنانا مغربيا وإسبانيا.