حطمت أسعار الدجاج (الرومي أساسا)، الأرقام القياسية المعهودة في أوساط الأسر المغربية رقم معاملات قطاع الدواجن يرتفع إلى 12 مليار درهم (خاص) إذ لم يسبق أن سجل سعر "لحم المساكين" الارتفاع الذي سجله هذه الأيام، منتقلا، في ظرف أيام، من 14 إلى 15 درهما للكيلوغرام الواحد، إلى 23 درهما للكيلوغرام، بالنسبة إلى ما يعرف ب "الدجاج الرومي"، الأكثر استهلاكا، في حين تراجع سعر "الدجاج الكروازي" (الهجين)، إلى أقل من 15 درهما، في بعض أسواق عين الشق بالدارالبيضاء، بينما يظل "البلدي مستقرا، على العموم، في 50 درهما للكيلوغرام. وكانت أسعار الدجاج، بمختلف أصنافه (البلدي والرومي والكروازي)، شهدت استقرارا في الأشهر الماضية، إذ لم يتعد ثمن "الرومي"، و"الكروازي" 14 درهما للكيلوغرام الواحد، على خلفية وفرة العرض، واستقرار الطلب. ويعرف الدجاج في المغرب ب "لحم المساكين"، في إشارة إلى ضعف ثقافة استهلاك الدواجن في أوساط الأسر المغربية، وانحصارها في الطبقات الفقيرة، قبل أن تتغير هذه النظرة، بداية من تسعينيات القرن الماضي، وظهور عادة جديدة في الاستهلاك، كما يشهد على ذلك نمو مؤشر الاستهلاك، الذي تضاعف مرتين في ظرف عقدين. حاليا، توجد في ضواحي الدارالبيضاء، على سبيل المثال، أكثر من 260 ضيعة، من مختلف الأصناف والمستويات، خاصة بإنتاج الدواجن، ويفوق عدد الوحدات المنتجة 4 ملايين طائر، سنويا. وتمثل جهة الدارالبيضاء بورصة تتحكم في توازنات السوق الوطنية للدواجن، إذ بلغ حجم الاستثمارات فيها أكثر من 6 ملايير درهم، في حين حققت رقم معاملات فاق 12 مليار درهم. كما تشكل أكبر سوق لاستهلاك الدواجن، بكل أنواعها، ومشتقاتها. وتتمركز فيها أكبر وأهم شركات إنتاج الأعلاف. ويوجد في الجهة، التي تعتبر القلب النابض بالنسبة إلى قطاع الدواجن في المغرب العديد من المستثمرين في الصناعات التحويلية لمنتوجات الدواجن، والعديد من عيادات الأطباء البياطرة، المؤطرين لضيعات الإنتاج. وحسب مديرية الفلاحة، يعاني القطاع، رغم حيويته وأهميته، صعوبات عدة، تحد من تطوره وتوسعه، على المستوى المحلي أو الوطني. ومن ذلك غياب البنية الأساسية لبعض أنواع ضيعات الإنتاج، وضعف التأطير الصحي، وضعف التنظيم في الإنتاج والتسويق، زيادة على هيمنة المضاربين. من جهتها، ترى الفيدرالية المهنية للدواجن أن القطاع يسجل تطورا سنويا بمعدل 8 في المائة، ما جعله يحقق رقم معاملات سنويا بقيمة 12 مليار درهم. وارتفع الإنتاج، الذي لم يكن يتعدى 29 ألف طن سنة 1970، إلى 340 ألف طن سنة 2004، ثم إلى 450 ألف طن سنة 2010. ويضم القطاع العصري لقطاع الدواجن 40 مصنعا للأعلاف المركبة، تنتج سنويا حوالي 2.2 مليون طن، إلى جانب 47 محضنا مرخصا لها، وهي وحدات تنتج سنويا 320 مليون كتكوت، إضافة إلى 3 محاضن مرخص لها للديك الرومي، تنتج 7.8 ملايين كتكوت من الديك الرومي، سنويا، و5 آلاف ضيعة مرخص لها لإنتاج لحم الدجاج، و23 مجزرة صناعية مرخص لها للدواجن.