قضى العاطلون عن العمل في مدينة اليوسفية ليلتهم الثانية معتصمين فوق السكة الحديدية الرابطة بين مدينتي آسفيواليوسفية أول أمس الاثنين، بعد أن أغلقوا، صباح أمس الثلاثاء، سبعة محاور طرقية رئيسية تستعملها الشاحنات المحملة بالفوسفاط خلال رحلاتها. المعطلون يهددون بتصعيد أساليب احتجاجهم (خاص) وعلمت "المغربية"، من مصدر في مصلحة السكك الحديدية المخصصة لنقل الفوسفاط في آسفي، أن حجم خسائر المكتب الشريف للفوسفاط تجاوزت، إلى حدود ليلة أمس، سقف الستة ملايير درهم، وأفاد المصدر ذاته أنه في حال استمرار الاحتجاجات لأكثر من 48 ساعة، فإن المخزون الاحتياطي من الفوسفاط سينفد من معامل الإنتاج بآسفيواليوسفية. وقال أحد المعطلين، ل "المغربية"، إن هؤلاء شكلوا مجموعات بشرية تتكون من خمسين إلى ستين عاطلا، وشلوا حركة مرور الشاحنات المغادرة والمتوجهة لمعامل إنتاج الفوسفاط في مدينة اليوسفية ومنطقة الكنتوز، في حين اعتصم 190 معطلا في خيام نصبت فوق السكة الحديدية. وأفاد المصدر ذاته أن المحتجين شلوا حركة المرور بشكل شبه نهائي، وأغلقوا جميع المنافذ المؤدية إلى معامل الفوسفاط، وتحدوا الإنزال الكثيف لعناصر القوات المساعدة باليوسفية، التي باتت محاصرة، وقال بوبكر الصافي، الكاتب العام لجمعية المجازين المعطلين في إقليماليوسفية، إن المفاوضات بين المعطلين والسلطات المحلية وصلت إلى الباب المسدود، لأن مقترحات هذه الأخيرة لم تأت بالجديد ولم تأخذ بعين الاعتبار مطالب المحتجين، واعتبر المتحدث، في اتصال مع "المغربية"، أنهم يحسون بالتهميش ويشعرون أن هناك تماطلا في تنفيذ الوعود. وقال الصافي "بعد أربعة أشهر من الاعتصام والاحتجاج، لمسنا أن هناك تماطلا من قبل السلطات في إيجاد حلول لمشاكلنا، إذ منذ يونيو الماضي ونحن ننتظر وعود السلطات، التي كانت تبرر تأخرها في الاستجابة لمطالبنا بأنها مقبلة على الاستحقاقات الدستورية والأوضاع، التي تعيشها البلاد". وأضاف "ما أجج غضب المحتجين في مدينة اليوسفية، استفادة أشخاص من خارج إقليماليوسفية من الوظائف الشاغرة بعمالة الإقليم وفي المكتب الشريف للفوسفاط، وإقصاء أبناء الإقليم المجازين، كما أن المكتب الشريف وجه استدعاءات، في إطار التوظيفات الجديدة التي أطلقها المكتب إلى حاملي شهادة الباكلوريا، كما استفاد أشخاص لهم وظائف قارة من منحة مالية وتكوين للمكتب، وأقصي الشباب المعطلون في المنطقة". وحسب مصدر في مصلحة السكك الحديدية المخصصة لنقل الفوسفاط في آسفي، فإن حجم الخسائر التي تكبدها مجمع المكتب الشريف للفوسفاط، منذ الأربعاء الماضي، في تزايد ولن تتوقف عند حدود ستة ملايير درهم، لأن احتياطي الفوسفاط في معامل اليوسفيةوآسفي والكنتوز من المرتقب أن ينفذ اليوم الأربعاء، إذ استمرت عجلة الإنتاج والقطارات في التوقف. وقال المتحدث إن احتياط مخزون الفوسفاط في معامل الإنتاج والتصدير في آسفي، إذا استمرت الاعتصام لأكثر من 48 ساعة، وسيصاب المعمل بالشلل، ويستبقل ميناء آسفي، البوابة الوحيدة لتصدير الفوسفاط، 49 ألف طن من الفوسفاط في اليوم الواحد، إذ تصل للميناء سبع رحلات محملة بهذه المادة، ويصل وزن كل حمولة بين ستة آلاف وسبعة آلاف طن. وأوضحت مصادر عليمة أن هذه الشلل سيؤثر، أيضا، على الواردات التي لها علاقة بإنتاج الفوسفاط مثل الكبريت، إذ سيجري توقيف استيراده، كما ستتأثر الاحتجاجات على مصداقية إدارة المكتب الشريف للفوسفاط، لأنه سيخل بالاتفاقات المبرمة مع عدة زبناء أجانب.