صعد المعطلون عن العمل في إقليماليوسفية احتجاجاتهم، ليلة أول أمس الأحد، ونصبوا خياما ووضعوا الحجارة فوق خط السكة الحديدية الرابط بين مدينتي آسفيواليوسفية، ومنعوا القطارات المحملة بالمسافرين والفوسفاط والمواد المعدنية من الوصول إلى وجهاتها، طيلة ليلة أول أمس، وصباح يوم أمس الاثنين.وأفاد مصدر أمني "المغربية" أن المعطلين من أبناء متقاعدي المكتب الشريف للفوسفاط، عرقلوا حركة سير القطار القادم والمتوجه إلى مدينة اليوسفية، ما تسبب في تعطيل رحلات أزيد من 130 مسافرا، وجدوا أنفسهم محاصرين في القطار ومحطاته طيلة ليلة أمس. المعطلون أثناء محاصرتهم للقطار في اليوسفية مساء الأحد الماضي (خاص) وقال مصدر مطلع إن محاولات السلطات حل الأزمة لم تجد نفعا، إذ تكلفت لجنة مكونة من الكاتب العام لإقليماليوسفية، وباشا المدينة، وممثل عن إدارة المكتب الشريف للفوسفاط، التفاوض مع المعطلين المحتجين، لكن محاولات اللجنة باءت بالفشل بعد تشبث المحتجين بمواقفهم. وأكدت مجموعة من المعطلين، ومعظمهم من أبناء متقاعدي المكتب الشريف للفوسفاط، في اتصال مع "المغربية"، أن هذه الخطوات التصعيدية التي اتخذوها، تأتي كردة فعل على ما يعتبرونه "زبونية ومحسوبية" في توظيف المعطلين بالمكتب الشريف للفوسفاط. وقال محمد مرزاق، عن الهيئة المغربية لحقوق الإنسان بالشماعية، إن "التهميش والغبن الذي تعانيه منطقة اليوسفية وأبناؤها، رغم أنها تتصدر قائمة المدن الأكثر تصديرا للفوسفاط، جعلهم يحسون ب "الحكرة"، خاصة بعد أن علموا أن مجموعة كبيرة منهم لم تتوصل باستدعاء التوظيف أو التكوين". وحسب مصدر من إدارة المكتب الشريف للفوسفاط في آسفي، فضل عدم ذكر اسمه، فإن المكتب تكبد، منذ الأربعاء الماضي، خسائر قدرت بملايير الدراهم، إذ توقفت القطارات المحملة بالفوسفاط والمواد المعدنية بشكل شبه نهائي، كما أتلفت مجموعة من التجهيزات، خاصة في منطقة الكنتوز، إذ أتلف المحتجون صهريجا للماء في محطة لإنتاج الفوسفاط، يستعمل في غسل هذا الأخير، كما كسروا عشرات السيارات التابعة للمكتب. وأكد المصدر ذاته أن هناك مفاوضات جارية الآن بين ممثلي المكتب الشريف للفوسفاط والسلطات المحلية في اليوسفية لحل هذه "المعضلة". من جهته، لم يسلم المكتب الوطني للسكك الحديدية من ويلات هذه الاحتجاجات، إذ تجاوزت خسائره خلال نهاية الأسبوع الملايين، خاصة بعد توقف مجموعة من الرحلات في مدن مثل اليوسفية، وخريبكة، وآسفي، والناظور، وذكر مصدر مسؤول من المكتب الوطني للسكك الحديدية أن الأخير ما يزال يحصي حجم الخسائر، وقال إن المكتب لم يحدد بعد قيمة الخسائر، التي وصفت بالفادحة والكبيرة.