سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معطلون يشلون حركة القطارات بين المدن الفوسفاطية احتجاجا على عدم إدماجهم في الشغل نقل باشا إلى المستشفى وتخريب ممتلكات عمومية والجنيرال بنسليمان يطير إلى بوجنيبة بأوامر عليا
احتل العشرات من المعطلين وأبناء متقاعدي ومتوفي مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط السكة الحديدية بمدينة اليوسفية، مما أصاب حركة القطارات بالشلل التام. وقد اعترض شبان عاطلون عن العمل من أبناء متوفي ومتقاعدي المكتب الشريف للفوسفاط، صباح يوم الجمعة الماضي، القطارات القادمة من مدينة أسفي وبنجرير، مانعين إياها من المرور مما أثر على حركة النقل بالمنطقة. وتوجه المحتجون صوب السكة الحديدية بعدما تظاهروا أمام مقر العمالة يوم الجمعة، حيث أوقفوا قطارا لنقل المواد الكيماوية التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، وآخر لنقل المسافرين، مما اضطر إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية باليوسفية إلى نقل المسافرين عبر الحافلات وبعض سيارات الأجرة الكبيرة، وسط حراسة أمنية مشددة إلى مدينة أسفي. وقد تم فض الاعتصام في الساعة الثالثة صباحا بعد حوار مطول بين المسؤولين والمحتجين. وأول أمس السبت اعتصم بعض الشبان مجددا أمام قطار نقل الفوسفاط، إذ قاموا بتوقيفه، وذلك بملء السكة بالحجارة، لتبقى الأمور غير مستقرة بالمدينة وسط احتجاجات كبيرة للعاطلين، الذين أكدوا أنهم سيواصلون الاحتجاجات إلى أن يتم إنصافهم. وفي خريبكة، احتج شبان لم يتم قبول طلباتهم، وآخرون توصلوا برد إيجابي، لكن بعضهم اكتشفوا أنهم سيخضعون لتكوين قبل الإدماج المباشر، أمام مركز البريد بحطان بضواحي خريبكة، كما هاجموا باشوية المدينة وكسروا واجهتها الأمامية وهشموا سيارة كانت أمام الباشوية، كما أتلفوا مسبحا في طور البناء تابعا لمجمع الفوسفاط، وهجموا على مركز نسوي تابع لنفس المكتب وكسروا سيارة تابعة للدرك واحرقوا سيارة الخليفة. وفي الوقت نفسه خلف هذا الهجوم إصابة باشا مدينة بوجنيبة في الرأس، نقل إثرها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بخريبكة لتلقي العلاجات الضرورية . وأكدت مصادر عليمة ل«المساء»، أن الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان حل عبر طائرة هليكوبتر بهدف متابعة أحداث الشغب التي عرفتها كل من بوجنيبة وحطان عن قرب، وحسب نفس الإفادات فإن هناك أوامر عليا وراء إصرار حسني بنسليمان على الانتقال على وجه السرعة لمتابعة الأحداث مباشرة بعد إخباره من طرف ممثليه بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بخريبكة، وقد تم التقاط صور وتسجيل الأحداث بالصوت والصورة من طرف الطائرات التي حلقت لأزيد من 3 ساعات دون تدخل يذكر. إلى ذلك، أحالت الشرطة القضائية بخريبكة، مساء يوم الجمعة المنصرم (8 يوليوز الجاري) 18 متهما في إطار ملف أحداث الشغب والتخريب، التي شهدتها القرى المنجمية بإقليم خريبكة (بوجنيبة، حطان وبئر مزوي)، على أنظار النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بمدينة خريبكة، فيما يواصل العشرات من شباب اليوسفية العاطل شل حركة القطارات. وفيما تم إطلاق سراح 8 أشخاص، من بينهم 5 مستخدمين، باعتبارهم لا علاقة لهم بما جرى، و3 أشخاص كانوا عائدين من أحد المواسم بالمنطقة على متن دراجة من «نوع سكوتر»، تم إيداع باقي المعتقلين ال11 السجن المحلي بخريبكة وإرجاء الاستماع إليهم إلى يوم الأربعاء المقبل (13 يوليوز)، بعدما تمت متابعتهم من طرف النيابة العامة بتهم تكوين عصابة إجرامية والتجمهر المسلح وإلحاق خسائر بأشياء ذات منفعة عامة. جدير بالذكر أن محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، حل، صبيحة أول أمس السبت، بالسجن المحلي من أجل إيجاد حل عاجل لمشكل المعتقلين المضربين عن الطعام منذ 25 ماي الماضي. وأفادت المصادر بأن الصبار أقنع المضربين بوقف إضرابهم المفتوح مقابل ضمانات تتجلى في توفير شروط المحاكمة العادلة، كما زار عائلات المعتقلين في معتصمهم أمام المحكمة، حيث أقنع الكل بضرورة فك الاعتصام مقابل متابعة المجلس لقضية المضربين. وفي نفس المضمار أعرب المضربون عن استعدادهم للعودة إلى إضرابهم والتصعيد إذا لم يلتزم الصبار بوعوده. علاوة على أن طبيبا سيتابع عودة المضربين للأكل تدريجيا بشكل يضمن استرجاع حالتهم الصحية لطبيعتها. على صعيد آخر، قررت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بخريبكة إرجاء النظر في ملف معتقلي أحداث 13 ماي بخريبكة، إلى 20 يوليوز الجاري، نظرا لسوء الحالة الصحية للمعتقلين المضربين عن الطعام منذ أكثر من شهر، حيث لم يتمكن من حضور محاكمة اليوم إلا ثلاثة منهم. وقد رفضت المحكمة طلب الدفاع السراح المؤقت للمعتقلين بناء على اعتراض النيابة العامة التي رأت في خروجهم خطرا محتملا. ومن جانبه طالب دفاع المكتب الشريف للفوسفاط ب900 مليون، والمكتب الوطني للسكك الحديدية بمليار للتنازل عن المتابعة.