في الوقت الذي يشدد فيه المكتب الشريف للفوسفاط على اعتزامه فض الشراكة التي تربطه بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، وبينما توصي وزارة الاقتصاد والمالية، المكتب الذي يشرف عليه، ربيع الخليج بالتركيز على أنشطة أخرى من قبيل نقل الموارد الطاقية، يصر وزير النقل والتجهير، كريم غلاب، على ثقته في استمرار الشراكة التي تربط المكتبين العموميين. فخلال ندوة صحفية عقدت على متن قطار نموذجي رابط بين الرباطومراكش، أول أمس، الأربعاء، أكد غلاب أنه رغم الاستراتيجية الجديدة التي بلورها المكتب الشريف للفوسفاط والتي تقوم في شقها المتصل بالنقل على الاستعاضة عن نقل الفوسفاط على متن قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية مستقبلا بأنابيب، فإن ذلك لا يعني أن المكتب الشريف للفوسفاط لن يظل شريكا للمكتب الوطني للسكك الحديدية. الوزير لم يشأ، رغم الإلحاح، الإفصاح عن شكل هاته الشراكة، لكنه اكتفى بالقول إن لجنة تشرف عليها وزارة النقل والتجهير ووزارة الطاقة، مكونة من رؤساء المكتبين وبعض أطرهما العليا، تنكب على دراسة الصيغة التي ستتخذها الشراكة بين الشركتين المغتربتين. ورغم أن نقل الفوسفاط يساهم بنصف مبيعات المكتب الوطني للسكك الحديدية، أي حوالي 1.5 مليار درهم، فإن غلاب يشدد على أن تراجع المداخيل نتيجة الاستراتيجية الجديدة للمكتب الشريف للفوسفاط لن يضر بالتوازنات المالية للمكتب الذي يشرف عليه ربيع الخليع، غير أن ذلك ستكون له، حسب ما بينه غلاب، تأثيرات على الاستثمارات المستقبلية، حيث سيفضي إلى وقف مشاريع مد شبكة السكك الحديدية وتحديث القطارات وتحسين الخدمات، وهذا الأمر يهم، في نظره، الحكومة. وهو يعتبر أن ثمة اتفاقا على استمرار الشراكة، مشيرا إلى أن جزءا من المداخيل التي سيستفيد منها المكتب الشريف للفوسفاط ستحول إلى المكتب الوطني للسكك الحديدية لقاء الخدمات التي سيقدمها إلى المجموعة الفوسفاطية المغربية. وما فتئ مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، يعبرعن إصراره على إنجاح مشروع نقل الفوسفاط عبر أنابيب عوض قطارات المكتب الشريف للفوسفاط، حيث يسعى من خلال هذا المشروع إلى خفض التكاليف التي يعتبرها مرتفعة مقارنة بمنافسي المجموعة المغربية. وهذا المشروع هو إحدى اللبنات التي يعول عليها التراب في ترسيخ ريادة الشركة المغربية في العالم. و يقوم المشروع على نقل الفوسفاط عبر أنبوبين من بن كرير إلى آسفي عبر اليوسفية، ومن خربيكة إلى الجرف الأصفر، بحيث سيكلف الأنبوبان 3 ملايير درهم، ويأتي هذا المشروع ضمن مخطط يروم استثمار 14 مليار درهم من أجل فتح أربعة مناجم بخريبكة وبنكرير مما سيخول للمغرب رفع الإنتاج وتكوين احتياطي استراتيجي، في نفس الوقت الذي سيجري فيه استثمار 12 مليار درهم من أجل احتضان شركات عالمية بالجرف الأصفر متخصصة في إنتاج الأسمدة. ومن جانب آخر قال ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسك الحديدية، إن الاستثمارات برسم السنة الجارية التي تسهد نهاية العمل بمخططه الخماسي ستصل إلى 4.5 مليار درهم. وأشار إلى إن رقم معاملات السنة الماضية تراجع بنسبة 2.3 في المائة، مقارنة بسنة 2007 حين تخطى عتبة 3 ملايير درهم، ويرد هذا التراجع إلى التوقف التقني الذي عرفه نقل الفوسفاط، حيث تراجع رقم المبيعات جراء ذلك ب150 مليون درهم. وأضاف أن الحجم الإجمالي للنقل بلغ في سنة 2007 حوالي 9.45 وحدة كيلومتريةبارتفاع ب 3.3 في المائة، مع تميز خاص لتساط نقل المسافرين الذي انتقل نت 21 مليون مسافر في 2005 إلى 26.1 مليون مسافر في 2007 ليصل إلى 27.7 مليون مسافر في 2008. وأفاد أن المكتب استطاع أن يعتمد مجموع المشاريع المسطرة في برنامجه العام حيث بلغت الاستثمارات إلى حدود في السنة الفارطة 18 مليار درهم، بحيث وصلت الالتزامات في إطار المخطط الخماسي إلى 97 في المائة، أما الإنجازات فبلغت 84 في المائة. وأوضح أن أهم المشاريع تمثلت تثنية السكة على خطوط الدار البيضا-فاسوالدارالبيضاء- الجديدةوالدارالبيضاءسطات، واستلام 18 فاطرة ذات طابقين وانطلاق تشغيل محطة مراكش ومتابعة وتيرة الربط السككي بالميناء المتوسطي وتاوريرة الناظور.