أسفر هجوم جريء ومنسق قام بتنفيذه سبعة من مليشيات طالبان على فندق "أنتركونتينتال" كابول، عن مقتل 18 شخصاً، من بينهم عناصر الحركة خلال المواجهات المسلحة، التي جرى الاستعانة فيها بالمروحيات واستمرت ست ساعات بعد بدء الهجوم، الذي شجبته الإدارة الأمريكية. إذ هاجم مقاتلو طالبان، مساء أول أمس الثلاثاء، أحد أكبر الفنادق في كابول ما أدى إلى معركة استمرت أكثر من خمس ساعات مع قوات الأمن انتهت بمقتل عشرة مدنيين أفغان على الأقل إضافة إلى المهاجمين الستة، وفق الحكومة. ويظهر هذا الهجوم الجديد على موقع يخضع لحماية أمنية مشددة في كابول، انعدام الأمن في العاصمة الأفغانية رغم مرور عشرة أعوام على وصول القوات الدولية وقبل أسابيع من بدء الانسحاب الدولي من هذا البلد. وإضافة إلى المهاجمين، قتل عشرة أشخاص وأصيب آخرون وفق ما أفاد قائد شرطة كابول أيوب سلنغي. وقال قائد الشرطة "المؤسف انه نتيجة هذا الهجوم الإرهابي قتل عشرة من مواطنينا جميعهم مدنيون"، لافتا إلى "إصابة ثلاثة من عناصر الشرطة". وأوضح المصدر نفسه أن عددا كبيرا من الضحايا كانوا موظفين في فندق انتركونتيننتال. وأضاف إن المهاجم الأخير قام بتفجير نفسه بعد ساعات من انتهاء الهجوم. وانتهى الهجوم، الذي استمر أكثر من خمس ساعات وتدخلت فيه مروحية للحلف الأطلسي بمقتل المهاجمين الانتحاريين الستة، بحسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي. وكان العديد من المسؤولين الأفغان موجودين في الفندق مساء الثلاثاء، على أن يشاركوا الأربعاء في مؤتمر يتناول نقل المسؤولية الأمنية في البلاد إلى القوات الأفغانية اعتبارا من يوليوز، وفق صديقي. وتبنى المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد الهجوم، موضحا أن مقاتليه استهدفوا زبائن أجانب في الفندق. وأكد أن هؤلاء قتلوا خمسين من الزبائن بينهم أجانب ومسؤولون أفغان واحتجزوا 300 آخرين. وقال مسؤول أفغاني رفض كشف هويته إن المهاجمين كانوا يرتدون سترات ناسفة ومزودين أسلحة رشاشة وصواريخ. وروى سيد حسين، الذي كان موجودا داخل الفندق وشاهد بداية الهجوم لوكالة فرانس برس "شاهدت خمسة إلى ستة رجال باللباس المدني يدخلون إلى الفندق وهم يطلقون النار. ارتميت أرضا على الفور وبعد وقت قصير وصلت الشرطة". واندلعت المواجهات حين قام عناصر الشرطة الموجودون بالرد. ثم وصلت قوات امن أفغانية أخرى وطوقت المبنى. من جانبها، أعلنت قوة الحلف الأطلسي (ايساف) أنها أرسلت مروحية للتصدي للمهاجمين. وسمع الصحافيون دوي خمسة انفجارات خلال الهجوم وتبادلا إطلاق النار. وغرق الفندق في الظلام جراء قطع التيار الكهربائي عن المنطقة برمتها. ودانت الولاياتالمتحدة "بقوة" هجوم طالبان، مؤكدة انه "يظهر مجددا استهتار الإرهابيين الكامل بالحياة الإنسانية" وفق بيان للخارجية الأمريكية. وفندق انتركونتيننتال هو الأكثر شهرة بين فنادق العاصمة الأفغانية. والفندق الذي جرى تدشينه في 1969، هو من الفنادق النادرة، التي يرتادها الأجانب ويستضيف في غالب الأحيان أيضا اجتماعات لمسؤولين أفغان ومؤتمرات وحفلات زواج كبيرة. وجرى تعزيز إجراءات الأمن في فنادق المدينة بشكل كبير اثر الهجوم، الذي أوقع سبعة قتلى، بينهم ثلاثة أجانب، في 2008 في سيرينا، وهو فندق فخم يقع في وسط المدينة. وشن هذا الهجوم عناصر من طالبان متنكرين بلباس الشرطة.