أعلن رئيس بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان، كاي ايدي، أن الهجوم الانتحاري الذي شنه مسلحون من طالبان وأودى بحياة ستة من موظفي المنظمة الدولية لن يمنعها من إنجاز مهمتها في هذا البلد.أرقام الضحايا مرشحة للارتفاع وفق توقعات الأممالمتحدة (أ ف ب) وقال إيدي للصحافيين إن "هذا الهجوم لن يمنع, أكرر, لن يمنع الأممالمتحدة من مواصلة عملها لبناء وإعادة بناء وضمان مستقبل أفضل للشعب الأفغاني". وأضاف "نواصل عملنا في أفغانستان". وهاجم ثلاثة انتحاريين من طالبان، فجر أمس الأربعاء، بيت ضيافة يقيم فيه موظفون للأمم المتحدة قبل أن يجري التصدي لهم بعد ساعات من المواجهات بالأسلحة الرشاشة والقنابل. وأعلنت الأممالمتحدة مقتل ستة وأصيب تسعة آخرون من موظفيها في هجوم استهدفت به مليشيات طالبان دارا للضيافة في وسط العاصمة كابول صباح الأربعاء. وقال الناطق باسم المنظمة الأممية، إدريان إدواردز، إن الأرقام مرشحة للارتفاع في حين يتواصل البحث عن الضحايا في المقر المسجل للإقامة به 20 موظفاً دولياً، إلا أنه لم يتضح عدد الموجودين بداخله ساعة الهجوم. وذكر الجيش الأفغاني أن اثنين من المهاجمين قتلاً، لقي أحدهم مصرعه على أيدي جنود أفغان، وقتل الثاني بانفجار حزام ناسف كان يرتديه. وهزت اشتباكات بالأسلحة وانفجارات وسط كابول، فجر أمس الأربعاء، فيما أكدت مصادر أفغانية وقوع هجوم على مبنى، دون تحديده، في قلب العاصمة الأفغانية. وأكدت وزارة الداخلية الأفغانية الهجوم دون تقديم تفاصيل. وشوهد وجود كثيف لقوات الأمن والجيش في المنطقة حيث تركز إطلاق النار بالأسلحة الأوتوماتيكية والهجمات بقذائف "آر. بي. جي." على جانب واحد من مبنى شوهد انطلاق سحابة كثيفة من الدخان من فوقه بعد دكه بالصواريخ. وتكاثف إطلاق النار، الذي بدأ في السادسة صباحاً، بالتوقيت المحلي، مع مرور الوقت، علماً أن المواجهات تجري في مكان يخضع لإجراءات أمنية نسبية، ويضم عدداً من المقار الحكومية. ويستبق الهجوم جولة إعادة التصويت المقررة في السابع من نونبر المقبل، وهددت حركة طالبان بإرباكها. وجاء بعد ساعات من الإعلان عن اجتماع متوقع بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وعدد من رؤساء الأركان في الجيش الأميركي، مساء الجمعة، لمناقشة وجهات النظر المتعلقة بإرسال مزيد من القوات الأميركية لأفغانستان، وفقاً لما كشف عنه مصدر عسكري أميركي. كما تزامن مع سقوط ثمانية جنود أميركيين قتلى بتفجيرين، في يوم دام آخر بلغت به الخسائر البشرية بين القوات الأميركية، خلال يومين، 22 قتيلاً. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الشهر الحالي هو الأكثر دموية بالنسبة للجنود الأميركيين في أفغانستان منذ بدء الحرب في 2001 بعد مقتل مزيد من الجنود الثلاثاء. وفي هذه الأثناء قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يقترب من إنهاء مناقشاته بشأن الإستراتيجية الجديدة للحرب. وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن الرئيس الأميركي سيجتمع غدا الجمعة مع كبار قادته العسكريين في أفغانستان، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع يوضح "أننا نقترب من نهاية" مناقشة الإستراتيجية الأفغانية من قبل الرئيس. ووعد أوباما بإعلان الإستراتيجية الجديدة في أفغانستان خلال الأسابيع المقبلة. وقد تتضمن زيادة 45 ألف جندي سيضافون إلى 68 ألفا ينتشرون هناك. وقال مراقبون إن الجنرالات الأميركيين يمارسون ضغوطا عليه لإقرار تلك الزيادة. من جهته، قال المتحدث باسم أوباما إن قرار زيادة القوات يؤخذ "قبل أو بعد جولة آسيا". يشار إلى أن أوباما سيبدأ جولته الآسيوية في 11 من الشهر المقبل وستأخذه إلى سنغافورة والصين وكوريا الجنوبية واليابان. يذكر أن طالبان هددت بإفساد جولة الإعادة الخاصة بالانتخابات الرئاسية والمقررة في السابع من نونبر المقبل، وطالبت المواطنين الأفغان بمقاطعتها. وقال صديق إن عددا غير محدد من موظفي الأممالمتحدة الأجانب والمدنيين كانوا في نزل الضيافة وقت الهجوم. ولم يعلن بعد عن جنسيات ضحايا الهجوم من القتلى والمصابين.