تفتتح فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان الجاز بشالة، مساء غد الأربعاء، بالموقع الأثري شالة بالرباط، على إيقاعات أوروبية لموسيقى الجاز. الفنان مجيد بقاس في الحفل الختامي للدورة السابقة – سوري يشارك فيها الرباعي الإنجليزي "بورتيكو"، بموسيقى جاز ممزوجة بموسيقى عالمية بين "راديوهيد"، و"ستيف ريتش" والموسيقى الحزينة، والرباعي الألماني "تالكين هورنس"، الذي سيلتقي لأول مرة بمجموعة الطائفة العيساوية "الهدى" من مكناس، التي برزت في السنوات الأخيرة كفرقة شابة، حاملة لمشعل الحفاظ على هذا الفن المغربي العريق. ويتضمن برنامج الدورة 16 من مهرجان الجاز بشالة، المنظمة من طرف مندوبية الاتحاد الأوروبي بالمغرب، والسفارات والمعاهد الثقافية للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، بشراكة مع وزارة الثقافة، وولاية الرباطسلا – زمور – زعير، خمس سهرات حافلة بموسيقى الجاز، تلتقي فيها الموسيقى الأوروبية والمغربية التقليدية، في حوار فني بديع. وتحيي سهرات هذه التظاهرة عشر فرق، تتكون من 40فنانا يمثلون 13 بلدا أوروبيا، اختيروا للمشاركة في هذا العرس السنوي لفن الجاز، بما يمثلونه من تنوع. ومن المغرب، يشارك 15موسيقيا من الجيل الجديد، منهم نبيلة معن، وطارق هلال، وفريد ميارة، وفايز العموري، الذين يمثلون جيل الشباب المبدع، فضلا عن مشاركة رمز الموسيقى الكناوية، محمود غينيا، خلال حفل اختتام المهرجان، يوم 19 يونيو الجاري. وتتميز الدورة السادسة عشرة من مهرجان الجاز بشالة، بالاحتفاء بالإبداعات الشابة، من خلال برمجة متنوعة لمجموعة من الإبداعات الجديدة لشباب استطاعوا المزج بمهارة بين الجاز الأوروبي والموسيقى التقليدية المغربية، مثل عيساوة وكناوة، وتسليط الضوء على الإبداع النسائي، من خلال حفل أنثوي بامتياز، يوم 16 يونيو الجاري، تشارك فيه الفنانة إيفا بيتوفا، من جمهورية التشيك، والفنانة النمساوية، ميكاييلا رابيتش، التي تجسد الصيغة الأنثوية ل"تشيت باكر"، إضافة إلى المطربة المغربية، نبيلة معن، وعازف القيثارة المغربي، طارق هلال، وعازف الإيقاع، محمد العمراني. وعن الاحتفاء بالموسيقى المغربية الشابة في هذه الدورة، قال نجيب بقاس، المدير الفني للمهرجان، إنه نابع من رغبة منظمي المهرجان في خلق حوار ثقافي وفني بين الموسيقيين الأوروبيين والمغاربة، والتعريف بالطاقات الفنية الشابة المغربية، وفتح آفاق لها للاشتغال. وأنتجت الدورات السابقة من المهرجان مشاريع فنية، مثلما حدث مع مجيد بقاس نفسه، الذي احتفل بالذكرى الخامسة عشرة للمهرجان بتقديم ألبومه "ماكينبا"، كنموذج التعاون الأوروبي المغربي، وعازف الإيقاع المغربي، علي علوي، الذي قدم عرضا مع مجموعة "طوم جونسون" الإسبانية، وأثمرت تعاونا مشتركا، وخالد كوهن، المتخصص في الإيقاعات الإفريقية والهندية، مع الثنائي البلجيكي السويدي "ماتيلد رونو"، و"جوناس كنوتسن"، الذي التحق بتلك الفرقة بشكل رسمي بعد ذلك. وأضاف بقاس أن مهرجان الجاز بشالة "يرسخ، سنة بعد أخرى، فكرة التلاقح الثقافي، ويواصل مسيرته لترسيخ موسيقى جديدة عابرة للثقافات، تدمج الهويات، وتعيد رسم حدود الموسيقى، عبر الاستماع والتبادل والكتابة بمشاعر فنية ذات أبعاد إنسانية". أما اينيكو لاندابورو، سفير الاتحاد الأوروبي بالمغرب، فقال في افتتاحية هذه الدورة من مهرجان الجاز بشالة، إن المهرجان يسعى لتعزيز التنوع الثقافي والفني منذ تأسيسه سنة 1996، وأنه أصبح رمزا للقاءات الموسيقية، ومنبرا يلتقي فيه الفنانون الأوروبيون والمغاربة تحت لواء الموسيقى.