رغم برودة الطقس، أقبل جمهور الرباط، مساء أول أمس الخميس، على حفل افتتاح مهرجان "جاز شالة"، في دورته الخامسة عشرة بفضاء شالة الأثري.المغربي علي علوي رفقة مجموعة طوم جونسون الإسبانية (سوري) واستطاع الرباعي الإيطالي، لوكا أكينو "لوماريا" شد انتباه الحاضرين، وتمكن من خلق مزج رائع بين إيقاعات الساكسوفون والفيولونسيل بمجموعة من المؤثرات الصوتية، كزقزقة العصافير، كما تمكنت المجموعة الإسبانية، برئاسة طوم جونسون، رفقة عازف الطبل والمؤلف الموسيقي المغربي، علي علوي، من أسر الجمهور بمعزوفات موسيقية، امتزج فيها الطبل بالساكسوفون والبيانو، ومعزوفات من الجاز والفانك، أبرزت أنه لا حدود في عالم الفيزيون. وتمكن علوي، المقيم بفرنسا، منذ 10 سنوات، بمهارة كبيرة وقدرة عالية على ضبط الإيقاع، من تطويع فن الجاز، وجعل الفنانين الإسبان يقدمون معزوفات أندلسية على طريقة "الخمسة والخمسين"، وحتى معزوفات شعبية، والرقص على إيقاعاتها، ما جعل الجمهور، من مغاربة وجالية أجنبية بالمغرب، من الرقص والتفاعل مع نغماته. هذا هو الجاز العابر للقارات والحضارات والثقافات، كما وصفه المديران الفنيان للمهرجان، جان بيير بيسو، ومجيد بقاس، وهذا هو الرهان، الذي انطلق به مهرجان "جاز شالة" بشكل متواضع، منذ 15 سنة، لما كان يحمل اسم "جاز الأوداية"، وتمكن من تحقيقه سنة بعد سنة، واستقطب ألمع فناني الجاز العالميين. وفي كلمة بالمناسبة، قال إنيكو لاندابورو، السفير رئيس مفوضية اللجنة الأوروبية بالرباط، إن "فضاء شالة التاريخي، الذي شهد مختلف دورات المهرجان، وحظي بالإعجاب، سيلتقي فيه الجمهور، هذه السنة، مع مجموعات أوروبية ومغربية على منصة هذا الموقع الأثري، لكي تمتع عشاق الجاز وتشركهم في حوار موسيقي حقيقي، يتعالى على جميع الحدود". وأضاف "كما جرت العادة، سيلتقي الجمهور، هذه السنة، مع فنانين موهوبين، ومع مشاركة متميزة لفنانين مغاربة قدموا كلهم من دول الاتحاد الأوروبي، اشتهروا بأعمالهم وتألق مسارهم المهني بالخارج". وأشار إلى أن الدورة الخامسة عشرة للمهرجان ستتميز بتنظيم ورشة لتكوين فنانين مغاربة في الموسيقى الإيقاعية، بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، وكما هو معهود، ستخصص مداخيل المهرجان لإحدى الجمعيات الخيرية. ويقدم مهرجان "جاز شالة"، الذي تنظمه المندوبية الأوروبية بالرباط، والسفارات والمعاهد الثقافية التابعة للاتحاد الأوروبي، بتعاون مع وزارة الثقافة، وولاية الرباط – سلا زمور زعير، منذ سنة 1996، هذه السنة، عشر حفلات، يشارك فيها 37 فنانا من 13 بلدا، من إيطاليا، واليونان، والبرتغال، وإسبانيا، وألمانيا، وبولونيا، والدانمرك، وفرنسا، وفنلندا، وبلجيكا، والسويد، وإنجلترا، وسويسرا. وتتميز هذه الدورة بمشاركة فنانين مغاربة شقوا مسارهم الموسيقي في بلدان أوروبية، اختيروا ضيوف شرف للمهرجان، وهم علي علوي، وخالد كوهن، ومحمد زفتاوي، وغاني كريجة، وكلهم من فرنسا. واستطاع مهرجان "جاز شالة"، على مدى 15 سنة، أن يؤكد أن الموسيقى هي أحد الروابط المتينة، التي تجسد روح الحوار والتعاون بين أوروبا والمغرب، وأن يصبح حدثا فنيا متميزا وموعدا سنويا، ينتظره الجمهور بشغف كبير. وتتواصل فعاليات المهرجان إلى غاية 14 يونيو، وسيكون للجمهور موعد مع الفنان مجيد بقاس، المدير الفني للمهرجان، رفقة مجموعة من الفنانين العالميين.