(إعداد: كوثر كريفي) احتضن موقع شالة الأثري بالرباط، مساء اليوم الخميس، افتتاح فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الجاز بشالة على إيقاعات الرباعي الإيطالي "لوكا أكينو" بحضور شخصيات من عالمي الفن والسياسة. وقدم هذا الرباعي معزوفات تنهل من الموسيقى المحلية الإيطالية، بقيادة لوكا أكينو، الذي يعد أحد الفنانين الإيطاليين الواعدين في موسيقى الجاز ونيكوس أنادوليس الذي أتحف الجمهور بعزفه المبهر على البيانو. وفي كلمة له بهذه المناسبة، قال السيد إنيكو لاندابورو، السفير رئيس مندوبية الاتحاد الأوروبي بالمغرب، أنه في فضاء شالة الذي توالت به مختلف دورات المهرجان والتي حظيت بإعجاب الجمهور، ستلتقي هذه السنة مجموعات أوروبية ومغربية على نفس المنصة التي يحتضنها هذا الموقع الأثري لكي تمتع عشاق الجاز وتشركهم في حوار موسيقي حقيقي يتعالى على جميع الحدود. وأضاف السيد إنيكو، أنه كما جرت العادة، سيلتقي الجمهور هذه السنة فنانين موهوبين، مع مشاركة متميزة لفنانين مغاربة قدموا كلهم من دول الاتحاد الأوروبي حيث اشتهروا بأعمالهم وتألق مسارهم المهني بالخارج. وأشار إلى أن الدورة الخامسة عشرة للمهرجان ستتميز بتنظيم ورشة لتكوين فنانين مغاربة في الموسيقى الإيقاعية، بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، وكما جرت العادة ستخصص مداخيل المهرجان لإحدى الجمعيات الخيرية. ومن جانبه، قال المدير الفني للمهرجان جون بيير بيسو، إن الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الجاز في شالة، تشارك فيه مجموعات تتميز بجودة موسيقاها وجماليتها، واستخدامها لمختلف الآلات الموسيقية المتنوعة وحمولتها الوجدانية، حيث ستقدم عروضا مشتركة مع عدد من الفنانين المغاربة، معتبرا أن هذه هي الخاصية الحقيقية المميزة لهذا الحدث الفني. وأضاف بيير بيسو أن المهرجان يتيح لحظات فريدة تعد بمثابة ثمرة للتعاون الفني بين موسيقيين مغاربة وأوروبيين، وهي لحظات تبقى راسخة في ذاكرة كل عشاق الجاز الأوفياء لهذا المهرجان الذي ستنظم خلاله 10 حفلات بمشاركة 37 فنانا من 13 بلدا. كما كان الجمهور، خلال حفل الافتتاح، على موعد مع الفنان علي علوي، عازف على الطبل ومؤلف موسيقى عالمي، مقيم في فرنسا منذ عشر سنوات، وبالفنان الإسباني توم جونسونس شارك. وقد أمتعا الجمهور بموسيقاهم القوية التي تنهل من الفانك والجاز وأدائهما الذي يمزج أعذب الألحان بأقوى الإيقاعات. وقد أتاح هذا اللقاء لعلي علوي أن يقدم لعشاق هذا اللون موسيقى جميلة وساحرة. وسبق لهذا الفنان أن بادر بتقديم إبداعات عديدة وشارك في مشاريع مع فنانين من جميع الألوان الموسيقية مثل الجاز والموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة. وهو يبدع ألحانا وموسيقى تمتزج فيها بكل تناغم ثقافات موسيقية مختلفة من الشرق ومن الغرب. ويعد هذا المهرجان الذي تنظمه، منذ عام 1996، المندوبية الأوروبية بالرباط، والسفارات والمعاهد الثقافية التابعة للاتحاد الأوروبي، بتعاون مع وزارة الثقافة، وولاية الرباط -سلا، حدثا فنيا متميزا وموعدا سنويا، يهدف إلى خلق التواصل بين الثقافات، كما يعتبر شاهدا على التعاون الثقافي بين المغرب وأوروبا. كما أن هذا المهرجان الذي تأسس على قواعد تدعم الحوار بين الثقافات الأوروبية - المغربية، أكد نهجه الصائب المعتمد على التعاون بين الفنانين من مختلف الجنسيات، وقد نجحت اللقاءات الفنية في جذب جمهور يتطلع دائما للجديد في موسيقى الجاز. ويمثل مهرجان الجاز في شالة رمزا للانفتاح والحوار، وسيواصل خلال هذه الدورة تشجيعه للفنانين الشباب، وسيخصص ريع حفلاته كالعادة لفائدة إحدى الجمعيات الخيرية بالمغرب.