اختتمت مساء أمس الإثنين بالرباط، فقرات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الجاز بشالة بحفل فني للرباعي الفنلندي "ايلمييلكي" والفنان المغربي مجيد بقاس الذي قدم رفقة عدد من الفنانين الأوروبين معزوفات من ألبومه الجديد "ماكينبا". وهكذا كان الجمهور على موعد مع حفل فني متميز، أحيى جزءه الأول الرباعي الفنلندي "ايلمييلكي"، المكون من عازفين شباب، يقدمون عروضهم لأول مرة بالقارة الإفريقية، وأتحفوا الحضور بموسيقى الجاز التي نجحوا في إخراجها من إطارها التقليدي والضيق إلى آفاق أرحب من خلال مزجها بألوان موسيقية جديدة. وأحيى الجزء الثاني من حفل الاختتام الفنان مجيد بقاس، الذي ترك جانبا دور المدير الفني للمهرجان، ليستعيد دوره كفنان وقدم معزوفات على آلة الكمبري، والعود. ويحكي ألبوم "ماكينبا" مسار حياة الفنان مجيد بقاس، ويلخص مسيرته الفنية ويضم مزيجا بين الموسيقى الكناوية والموسيقى الإفريقية من مالي، والموسيقى الشرقية والعالمية. وكان مهرجان الجاز بشالة، الذي انعقد على مدى خمسة أيام، أتحف عشاق هذا اللون الموسيقي من خلال عشرة حفلات شارك فيها 37 فنانا من 13 بلدا، من إيطاليا واليونان والبرتغال وإسبانيا وألمانيا وبولونيا والدانمارك وفرنسا وفنلندا وبلجيكا والسويد وإنجلترا وسويسرا. وشارك في هذه الدورة فنانون مغاربة اشتهروا في دول أوروبية، أمثال عازف الإيقاع علي علوي، الذي قدم عرضا مع مجموعة طوم جونسون الإسبانية، وخالد كوهن المتخصص في الإيقاعات الإفريقية والهندية، مع الثنائي البلجيكي السويدي ماتيلد رونو وجوناس كنوتسن، وعازف الساكسوفون كميل حشادي، وعازف الإيقاع عبد الفتاح الحسيني، رفقة الثلاثي الدنماركي وإبراهيم إلكتريك، وعازف الكمان المغربي محمد زفتاري، الذي أحيى مساء أمس الأحد حفلا إلى جانب الثلاثي الألماني ماتياس شريفل، والعازف البولوني، بوديك جانك. كما شارك في هذه الدورة، الرباعي الإيطالي لوكا أكينو "لوناريا" والثلاثي البريطاني، نيكوس أنادوليس والبرتغالية باولا أوليفرا، التي تمزج بين الجاز والفادو، ومجموعة أكوستيك لاديلاند البريطانية. ويعد هذا المهرجان الذي تنظمه، منذ عام 1996، المندوبية الأوروبية بالرباط، والسفارات والمعاهد الثقافية التابعة للاتحاد الأوروبي، بتعاون مع وزارة الثقافة، وولاية الرباط ? سلا، حدثا فنيا متميزا وموعدا سنويا، يهدف إلى خلق التواصل بين الثقافات، كما يعتبر شاهدا على التعاون الثقافي بين المغرب وأوروبا. كما أن هذا المهرجان الذي تأسس على قواعد تدعم الحوار بين الثقافات الأوروبية - المغربية، أكد نهجه الصائب المعتمد على التعاون بين الفنانين من مختلف الجنسيات، وقد نجحت اللقاءات الفنية في جذب جمهور يتطلع دائما للجديد في موسيقى الجاز. ويمثل مهرجان الجاز في شالة رمزا للانفتاح والحوار، وواصل خلال هذه الدورة تشجيعه للفنانين الشباب، كما أن ريع حفلاته سيخصص ، كما جرت العادة، لفائدة إحدى الجمعيات الخيرية بالمغرب.